في زمنٍ كثُر فيه النقاد ، و تنوعوا في شتى الأبعاد ، أصبح النقد مهنة مَن لا مهنة له، وإذ احتدم النقاش يجد أشباه النقاد عِدة مخارج ؛ منها أن هذا مجرد رأي شخصي ، وبذلك تكون النجاة من ضحالة الفلسفة المصطنعة.
وكمفهوم عام على مصطلح النقد هو : تعبير مكتوب أو منطوق من متخصّص يسمى ناقدًا، عن الجَيِّد والرديء في أعمال أو إبداعات أو قرارات يتخذها الإنسان أو مجموعة من البشر في مختلِف المجالات من خلال النقد العلمي والثقافي المتجرد من خلاف ذلك . و توضيح مكامن القوة والضعف فيها، ثم تقترح الحلول العظيمة الواسعة.
ونعلم جميعا أن النقد نوعان: نقد بناء و نقد هدام ، ويجب على الناقد الحاذق أن يكون ملما بهما بشمولية متجردة من دوافع الذات. فهناك من يظن نفسه مبدعا وما يلبث أن يسقط في وحل مزيف يكشف دواخله التي تخدعه بأنه لا يشق له غبار، لا سيما إن كان له طبقة مقربة وله بريقٌ يرسمه له المزيفون.
على سبيل المثال لا الحصر : يأتيك مثقف صناعي أو متلقف يلبس نظارته التى اشبعته بالغرور إلى أرنبة أنفه ، ينتقد نصا أدبيا وزنا وقافية وشعرا وذاك النص ماهو إلا خاطرة أدبية مطرزة بعلم البديع وليست قصيدة شعرية.
وإذا ضاق به الأمر قال لك: إنه مجرد رأيّ شخصي ، وهو أصلا لا يفقه حتى بتخريج النص عروضيا ولا يميز بين بحر وآخر،
ولكنه مبدع وممتع مع مجاملة المزيفين الأوفياء!!
في مجتمعنا
لا نستبعد أن ترى ناقدًا متنوعًا في شتى الأبعاد، حتى في هندسة العمران بعد أن يأتيك مدججا بالغرور ليخبرك مشكورا عن شتى العيوب والملاحظات بعد إكمال عملية البناء مثلا وماذا لو عملت كذا وتركت هذا ....الخ.
بل أنه من خبرته في مجال الاستثمار الذكي - وقد خسر خسائر كارثية قاتلة - يستطيع أن يثقف وينقد الآخرين في مجال الأسهم وكذلك في مجال العقار السكني والتجاري وأيضا العقار الطبي .
نعم كثر النقاد وزاد الحقاد، وإذا نشبت عليهم قال مجرد رأيّ الشخصي ، والسؤال الذي لا يمكنه الإجابة عليه هل تفرق بين الرأي الشخصي والنقد الثقافي والعلمي؟
هل تجد حلولا وبدائل لمحتواك النقدي ؟...
لن تجد إجابةً عند أشباه النقاد إلا إذا وجدت معنى لكلمة السردقاد مع ذلك السندباد!!!
بقلم | عمر بن عبدالعزيز الشعشعي