تحدثت في مقال سابق عن دور الأسرة في تنمية القيم الأخلاقية واليوم الحديث عن دورالمدرسة ، تعتبر المدرسة المؤسسة التربوية الثانية بعد الاسرةالتي لها دور فعال في التنشئة الاجتماعية للناشىء وأول من تكسبه المعرفة والقيم الخلقية التي تتجاوز حدود الأسرة ، وهي المؤسسة الرئيسية التي يوكلها المجتمع لتعليم أبنائه ما توصل إليه المجتمع من معرفة ومهارات وقيم بطريقة منظمة ، كما إنها تعتبر امتداد للأسرة والمربية اسلاميا للنشىء ليس فقط من خلال المقررات الدراسية ولكن أيضا من خلال ما توفره من مناخ نقي من كل ما يخالف دين الله وتعمل على ترسيخ السلوك الإسلامي عن طريق القدوة وأداء الفرائض والالتزام بالسلوك والأخلاق الفاضلة والاسهام الفعال في بناء شخصية الفرد.
إن أهمية المدرسة ترتكز على غرس العقيدة الإسلامية وتزويد الناشىء بالقيم والمبادئ والتعاليم الإسلامية والمثل العليا وتهيئته ليكون عضوا نافعا في بناء المجتمع ، المدرسة تعمل لمساعدة الأسرة في عملية التربية لأن وقت الأسرة قد لا يسمح بالإشراف المستمر طوال مرحلة الطفولة مرورا بالمراهقة ووصولا للنضج ، ولأن التربية عملية تخصصية تحتاج إلى مربين لهم خبراتهم ومعرفتهم بطبيعة الطفل وما يحتاج إليه من وسط مناسب وأدوات وأنشطة ورغبات في العلم والتعلم ولأنهم يجيدون التعامل مع الطفل دون تساهل او قسوة تنفره من التعلم ، وأخيرا نقول إن دور المدرسة كبير وأثرها عظيم في تعليم المهارات والمعارف و ترسيخ القيم الفاضلة والعقيدة الإسلامية الراسخة مما يدفع النشىء إلى مزيد من التقدم في مختلف العلوم والاهتداء لطريق الصلاح والفلاح .
بقلم
أ. عبدالله محمد الزهيري