اكتشف الخائنون بكل أنواعهم المأذق الذي وضعوا أنفسهم داخله بعد أن استخدمتهم دول الأعداء لفترة من الزمن، وخذلتهم بعد عودة العلاقات وبناء المصالح بين الدول فبات الخائنون تحت طائلة الملاحقة، إنهم الجبناء بالداخل والخارج قد أصبحوا في مأذق يعيشون ليلهم ونهارهم بشقاء ورعب وحالات نفسية وأمراض عضوية، فكيف خدعوا أنفسهم قبل إكتشافهم أن مصالح وعلاقات الدول لا تستمر بالخصام ، فقالوا في البداية ماقالوا وهربوا، فكيف فتح لهم الشيطان الأبواب وهرب منهم مثلما هرب شيطان غزوة بدر لما رأى البيان، فاتفقوا قبل أن يخذلهم الزمن فقالوا.
تعالوا نسرق ونهرب لبلد معاديا لبلدنا، تعالوا نعارض ونلجأ سياسيا لبلد تنادي بالديمقراطية تعالوا ننهب ونعارض ونهرب لتلك الدول التي لها خلاف مع بلدنا، وهناك نشتم ونحرّض ونفتح قنوات، ونرفع قضايا ونقدم رشوة للمحامين في تلك الدول، ونعمل لقاءات صحفية ومؤتمرات ، وأتفقوا وظنوا ظنون الشيطان أن الوضع آمن للهروب ولم يفكروا بعظمة علاقات الدول عندما يتكلم القادة في المصالح المشتركة ، وانتهى حديث الغلابة في دجى الليل مع بعضهم بالإتفاق، وبالفعل خروجوا هاربين مبتسمين فرحين مبسوطين منتصرين واثقين ضاحكين، واستقروا وحصلوا على اللجوء السياسي دون أن يعرفوا أن هذا اللجوء قطعة قماش سوف يتم وضعها على ظهورهم إستعدادا لتثبيت العربة والتجول بها داخل أروقة المحاكم وهم يظنون أنهم أصبحوا في مأمن ، فكيف للخائنين أن يفهموا أن الإسفنج الذي يحملون إذا وصل للماء فسوف يأخذهم إلى الوحل ويغرقون .
تورطوا فسرقوا الأموال وشاطرهم الشيطان بأكاذيب بالكلام ، وغُرر بهم من دول معادية زودتهم بالأموال، بعض هؤلاء الجبناء اكرمتهم دولتهم بمناصب وشهرة إعلام وصلاحيات فظنوا أنهم قادرون على معاداة دولتهم فخانوا أنفسهم فباتوا اليوم هناك يعضون أصابع أقدامهم كحيوان اجرب تبرأ منهم من لجأوا إليه بعدما استخدموهم فأصبحوا ملاحقين ومتهمين وخونة وكشفتهم عودة العلاقات والمصالح الدولية المشتركة.
ما اجهلهم في متغيرات الأمور السياسية والعلاقات الدولية والمصالح التجارية العالمية بين الدول ، وما أقذر فكرهم الرخيص وشيطانهم الذكي الذي أخفى عنهم أن دولة تستطيع أن تسقط إقتصاد دولة أخرى من زاوية قطع العلاقات حينما تريد، وأن الدول مهما وصل بها الخلاف فالعلاقات والمصالح الأخرى تعيد العلاقة القائمة بين تلك الدول بالتصالح وتبادل المنافع السياسية والإقتصادية واللوجستية ، فكيف تفاجأ هؤلاء بمصيبة افقدتهم الإتزان .
بالأمس القريب والماضي البعيد، سمعنا أبواقا حاولت أن توهم الناس أنها تريد الإصلاح ولكن من بعيد في ملجأهم داخل غرفة لا تتعدى أربعة أمتار ، أمام شاشة صغيرة وكاميرا رخيصة، وإشتراك في قمر صناعي بأقل الأسعار، فكيف لكاذب يبني الطرق من مكان بعيد، وكيف لغبي يحاول بجهله أن يقول لشعب مستقر آمن أنه يريد لهم الخير وهو هارب مثل هروب النعجة من قسورة عظماء ، وكيف تثق بشخص تدرك أنه مريض بفكره جلس خلف شاشة يصيح وينبح ويعوي منذ عشرات السنين حتى أصبح قردا وباتت شاشته لدى الجميع قربانا، وتمادى البعض بالداخل ليلحق بكلمة الأخوان بدون معنى وتبجح هنا وهناك فأزلهم الشعب ورفضهم، فاليوم بعضهم يعوي في السجون مهزومين، ويلعن من حرضه على ذاك الكفر والمجون.
ويسرق مسؤول أموالا تحت يده أو يهرب غبي بعد أن تواصل مع أعداء البلاد التي ظن أنه أصبح من العظماء من حفنة مال أو سواد فكر فلجأ لدولة لديها خلاف مؤقت مع دولته فصدمه الواقع في عودة علاقات الدولة التي هرب إليها مع بلده الذي هرب منها، وما أعجب متغيرات سياسة العلاقات، بالأمس اختلفت دول الخليج مع شقيقتها فنبح الأعداء ، واليوم عاد العناق بالأخوة والآخاء، واتفقوا لا بقاء لهؤلاء الخونة بين الشعوب الأبية والأيادي القوية ، فأختفى هؤلاء ولم نسمع لهم ركزا وبات بهيمهم المفتي يتمارض بعد أن سقط قناعه وسال ماء وجهه فأصبح داخله مثل بومة مهزومة تسكن الخرائب وقد أدعى الأمراض خجلا من الظهور.
وتكتشفت دولة كيف سرق مواطن دولته وهرب وعرفت تلك الدولة أنه خائن لدولته فليس له أمان للبقاء في حضنها ومن السهولة بمكان أن يخون الآخرين ، فحجزوا أمواله وأصبح متهما بين أروقة المحاكم فخرّ على الأرض صعقا يتمنى وتلك أمانيهم.
إن الذين هربوا من أجل إشعال الفتنة وقد اغراهم الأعداء بجهل التحريض والأموال فغاب جهلهم كيف تتبدل العلاقات في عظمة السياسة ، وكيف يدير عظماء القيادة محاور العلاقات، فصعقوا من عودة العلاقات.
اليوم يعيش هؤلاء مرعوبين فمنهم من مات في جحيم نفسه ، ومنهم من أصبح صديقا للأمراض، وبعضهم في السجن وقد رفضه المجتمع أن يكون بينهم بالنفاق، وتبقى الإجابة واضحة، هل تثق بشخص خان وطنه وهرب بمعاونة الأعداء ليقدم لك خدماته وهو خارج البلاد، يكفي أن تعرف أنهم الآن في مرمى الإتهام هنا وهناك بعد أن عادت الدول في بناء مصالح العلاقات وبات الخائنون يجترون ماضيهم ويتمنون يوما يحصلوا على الأمن الإستقرار.
إنها علاقات وسياسات وعبقريات دولية بدأت مع نشوء الحياة القديمة ، وتطورت ولكن الخائنين غرتهم الأبواق في لعبة إختلاف سياسة الدول، واليوم جميعهم في مأزق يتمنون الموت فلا يجدونه هناك وقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.
بقلم
طلال عبدالمحسن النزهة