الحِيسية إناء مصنوع من الفخار يوضع فيه الطعام المعمول من الذرة والحيسية من الأواني الفخارية المشهورة في منطقة جازان.
ويقال لها حيسية نسبة إلى مدينة يمنية تهامية تسمى حَيْس تقع جنوب ميناء الحديدة بأكثر من مئة كيلو متر.
وهذه المدينة مشهورة بصنع الأواني الفخارية ومنها الحياسي جمع حيسية وقد ألف أحد أبناء حيس كتابا تناول فيه تاريخها وشهرتها بصنع الأواني الفخارية منذ القرن السابع الهجري زمن الدولة الرسولية اليمنية.
شاهِدُنا من ذلك أن هذه المدينة وتهامة اليمن كانت من أملاك الدولة السعودية الأولى حيث دخلت تحت سلطتها عام ١٢٢١ للهجرة. (١)
والدولة السعودية الأولى هي أعظم تكوين وحدوي في العالم العربي إذ بسطت رقعتها على الجزيرة العربية من بحر عُمان وباب المندب جنوبا إلى نهر الفرات وبادية الشام شمالا ومن الخليج العربي شرقا إلى البحر الأحمر غربا.
نعود إلى مدينة حيس هذه المدينة اليمنية التهامية ظلت خارج السلطات اليمنية ما يقارب مئة وعشرين عاما من عام ١٢٢١ إلى ١٣٤١ للهجرة
فكانت بدايةً تحت سلطة الدولة السعودية الأولى ، وبعد سقوطها عام ١٢٣٣ للهجرة خضعت حيس للحكم العثماني وكان واليها من قِبَل العثمانيين الشريف الخيراتي الحسين بن علي بن حيدر الذي كان واليا على منطقة جازان وتهامة اليمن ، واستمر الحكم العثماني إلى العام ١٣٣٧ للهجرة وهو العام الذي تفككت فيه الامبراطورية العثمانية بسبب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.
وبعد ذلك كانت مدينة حيس ضمن تهامة اليمن وموانئها كالحديدة وميدي خاضعة لحكم السيد محمد بن علي الادريسي (٢) مؤسس الإمارة الإدريسية في منطقة جازان وتهامتي عسير واليمن إلى عام ١٣٤١ للهجرة حيث استولى عليها الإمام يحيى ملك المملكة المتوكلية اليمنية بعد ضعف الإمارة الإدريسية بسبب موت مؤسسها وتنازع ورثته على الإمارة.
هذا ما تذكرنا به الحيسية الجازانية التي يكون لتناول الطعام منها نكهة مميزة لا توجد في غيرها من الأواني.
كتبه العابد أحمد سبعي في ١٧ شعبان ١٤٤٢للهجرة.
_______
١-المقتطف من تاريخ اليمن للجرافي ٢٥٩.
2-تكوين اليمن الحديث لسيد سالم ٣٦٤.