قد يموت شخص ما فجأة وله أقارب في مكان بعيد، أو يريد مسؤول إيصال رسالة عاجلة لا تحتمل التأخير، ولا تتوفر في ذلك الزمن وسائل اتصال سريعة كالهاتف، فما هي الوسيلة المتاحة لمثل هؤلاء؟
إنه النَّجًّاب الذي يستطيع وحده دون غيره إيصال الرسالة في وقت وجيز ، فما أن يتبلغ الرسالة إلا و يمضي مسرعا من لحظته، في ليل أونهار يستوي عنده الصحو والغيم، والريح والمطر يقطع الفيافي والقفار غير آبهٍ بالمصاعب والأخطار لايخشى لصا متخفيا، ولا قاطعا مترصدا، ولا وحشا كاسرا يعدو كالخيل العادية، و يقفز كالظباء الهاربة إذا اعترضته شجرة عَلاها، أو قابلته رابية وَطاها لا تكاد قدمه تطأ الأرض من شدة جريه، ولا يرتد إليه طرفه لحرصه ويقظته
النجاب شخص يتميز بمهارات عالية أهمها القدرة على الجري السريع لمسافات طويلة في وقت قصير ، ويملك الشجاعة لمواجهة اللصوص، وقطاع الطرق والوحوش كالذئاب التي كانت توجد بكثرة، ولديه قدرة على السير في في الظلام والليالي المطيرة، ويملك مهارة عالية في التخفي.
قالوا عن نجاب صلى العشاء في قرية من قرى صبيا ،و ذهب إلى الشقيق وعاد من ليلته، وما صلى الفجر إلا في المسجد الذي صلى فيه العشاء.
مع أن هذه المسافة تبلغ قريبا من مئة كليو متر، و تُقطع في يومين بالمشي المعتاد سابقا، وقد يتعجب البعض من سرعة النجاب عندما يسمع ذلك من كبار السن، لكن وُجد في الواقع ما يؤكد ذلك من خلال سرعة العدائين في السباقات العالمية حيث قُدِّر متوسط سرعة جري العدائين ٣٧ كيلو متر في الساعة في سباق برلين سنة ٢٠٠٩م ،وكذلك فإن مسافة سباق الماراثون العالمي ٤٢ كيلو متر وقطعها أسرع متسابق في ساعتين وربع.
جاء العيد فذكرني بالنجاب، حيث كان الوسيلة لنقل ثبوت العيد بين المدينة حيث مقر الأمير والقرى التابعة، فالأمير يتبلغ ثبوت العيد من العاصمة بواسطة البرقية، ثم يبعث النجابين إلى القرى، وقد يتأخر ثبوت العيد، فلا يعلم به الناس إلا منتصف النهار.
كتبه العابد سبعي .