أصبح الكثير من الناس في هذه الأيام لا يفرق بين فعلٍ صحيح أو خاطئ سعادة أو تعاسة؛ فأصبح الكثير منهم يعيش مقلدًا للآخرين مهرولًا معهم خلف كل موضة ساعيًا يحاول الوصول إلى نمط حياتهم وقد يسخط ويحزن إذا لم يستطع تقليده. نحن في زمن أصبح فيه الشخص العاقل والحكيم غير مرغوب وأصبح التافه هو صاحب المكانة المجتمعية الذي يُشار إليه بالبنان كقدوةٍ كبرى حيث يتأثر به الكثير من أفراد المجتمع، كيف لا وقد حقق غاية الناس في هذه الحياة بطريقة عيشه المرفهة الخالية من المشاكل المليئة بالأحداث الرائعة... أو هذا ما يُظهره لهم!
ومع الأسف الشديد وبالرغم من ذلك كله فإن أولئك القدوات -التافهة- إنما هم مجرد مقلّدين وقد جلبوا بتقليدهم من الخارج ما يعارض ديننا وعاداتنا وتقاليدنا فأصبح الواحد منهم منسلخًا ينشر الانسلاخ بين الناس وقد صدق رسول الله ﷺ: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، - وفي لفظ - شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)
وكل ما يملكه هؤلاء القدوات-التافهة- هو توريث ما اكتسبوه من الغرب إلى الأجيال القادمة بعيدين كل البعد عن إنشاء برامج تربوية تزرع الأخلاق الحميدة والقيم السامية وتعزز الهوية الإسلامية.
إخوتي الكرام، ما هي سبل الوقاية من مثل هؤلاء وما طريقة حد الضرر الناتج عن ما ينشروه؟
ومتى نرى إحلال العقوبة على أصحاب المحتوى الذي لا يتواكب مع أخلاقيات الدين والمجتمع؟
نعم كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيته ولكن الأمر أصبح صعبًا وأصبحت مسؤولية حمله تقع على الجميع فهو متخطٍ حدود الضرر الفردي، فأصبح الواجب مدافعته جماعةً.
بقلم
أ. علي احمد الحسيني الشهري