اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
ثبت في الصحيح انك حينما تصلي على رسول الله ترد روحه في قبره وتأتيه الملائكة لتقول له فلان بن فلان يصلي عليك فيقول المصطفى صلوات ربي عليه وسلامه صلوات ربي على فلان بن فلان "
في هذا الزمن الذي اصبح يعج بالفتن وتعددت فيه المحن
واصبح الإنسان تايه بين يمينه وشماله
اصيبت الأرض بداء الإلتباس واصبحنا نهيم في دنيا الله وقد ضيعنا بوصلة الحق
الإنشغالات جعلتنا نفقد السيطرة على اوقاتنا على اهل بيتنا
سلمنا كل مصائرنا في يد التقنية
اطفالنا ارهقتهم الحداثة
وضعناهم على قبلة التطور قربان للسعادة حتى نخلص انفسنا من مشقة التربية
خرجنا من جلباب المسؤولية ووضعنا اطفالنا تحت رحمة الأفكار المستوردة في الألعاب وبرامج الأطفال
جلست مع ثلاثة اطفال بأعمار مختلفة
بين الرابعة والرابعة عشر
قال لي احدهم إحكي لنا حكاية
تعودوا على تلك القصص الساذجة التي إستوردناها من ثقافات لا تمثلنا
الثعلب المكار وحذاء سندريلا
تعودوا على قصص الفواكه التي تتحدث مع البشر
والحيوانات التي يأكل اقواها ضعيفها
قررت في لحظة ان اقص عليهم قصة الرسول صلى الله عليه وسلم
حينما نزل عليه الوحي جبريل عليه السلام في الغار اول مرة
لأشاهد مدى تقبلهم وتفاعلهم مع القصة
وحينما وصلت عند وصف اجنحة جبريل عليه السلام انقطع كلامي بدخول احد اخوتي للمكان الذي كنا نجلس فيه وبعد ان خرج
قالوا لي بصوت واحد وبلهفة وشغف كمل
اكملت لهم سرد القصة ومنحتهم وقت طويل لأسرد لهم قصص متنوعة عن رسولنا صلوات ربي عليه وسلامه
قصة الإسراء والمعراج
قصة الهجرة ومعاناته مع اهل مكة
قصة زيارته لوجهاء الطائف وخيبة امله فيهم
قصة خديجة رضي الله عنها وتثبيتها للرسول وكيف تكون المرأة حصن لزوجها ورافد تعينه على الحق
تيقنت اننا نحن من اضعنا اطفالنا وجعلنا بين ايديهم تفاهات اتلفت عقولهم وانهكت اعصابهم في ريعان طفولتهم
نحن المسؤولين عن هذا التردي في التربية
لا احب ان اجلد الذات ولكن الحقائق جلية والوقائع ملموسة في حياتنا
هذا الجيل الصغير
نحن من نستطيع تحديد مساره من خلال التعليم المباشر والتغذية الراجعة
اولادنا اخواننا اقاربنا جيراننا الصغار
هم الوقود الذي سيغذي المستقبل
بالله عليكم ايعجبكم حالهم وهم متسمرين امام شاشات التلفاز وهواتفهم المحمولة؟
دعونا نمزج تلك الرداءة بحسن في التأسيس
سيرة الرسول اقسم انها نموذج متكامل في معنى الصبر
وتحمل المشقة وبناء الإنسان وإزدهار العقل
اطفالنا بحاجة من يحيي محبة الرسول في قلوبهم وسيرته العطرة حتى قبل البعثة
تلك التفاصيل التي تغرس في دواخلنا محبته
وتبني جيل مستقيم على صراط الفطرة التي جبلت عليه البشرية في البداية قبل ان تنحرف المعتقدات وتستورد الأفكار البائسة لمجتمعنا المسلم
انا لا اقول إحرموا اطفالكم الترفيه والألعاب والتسلية
لا بل إدمجوا هذا الموروث الإسلامي في حياتهم
إجعلوهم يواكبوا حركات التطور الغير ضارة وامزجوا معها إرثنا الإسلامي
سيرة الرسول وسردكم لتلك القصص او جعلهم الإستماع لبعض الشيوخ الذين لديهم اسلوب في وصف سيرة الرسول مثل الشيخ بدر المشاري
إجمعوا الصغار من حولكم
واسردوا عليهم حياة اطهر البشر واطيب روح خلقها الله في دنياه
تلك القصص والأحاديث التي ترق لها القلوب وترقرق منها العيون
تلك السيرة التي تنزف لها العين دمعًا
وتنصت لها الآذان سمعًا
وتبرق لها القلوب لمعًا
مدرسة الإنسانية وحقوقها الحقيقية
قصة نصرته لبلال الرق المملوك بعد ان عذب واهين بجانب الكعبة وهو يقول احد احد
وبعد سنين طوال مكنه الرسول امام الاشهاد ورفع شأنه واعلا مقامه
جعله يصعد فوق كتفي عمر وابو بكر ثم يستوي قائمًا فوق ظهر الكعبة ليأذن بالأشهاد وجميع الناس ينظرون
إحكوا لهم عدل الرسول مع زوجاته
حتى في يوم مرضه وقد شارفت روحه الزكية بالعودة لباريها
يستأذن من زوجته ميمونة في ان يقضي ليلتها التي كانت من نصيبها
ان يقضيها عند عائشة رضي الله عنها بكل ادب وتودد
احكوا لهم صدقه وامانته حتى قبل ان يكون رسولا
اطفالنا يا اخواني واخواتي بذرة وقطعة خام
نستطيع تشكيلها كما نريد
فلا تضيعهم بإهمال او سلك طريق الضلال منذ طفولتهم
تذكر ان طفلك غرس بيدك إما ان تنبته منبتً حسن او منبتً سيء
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
لا تتركوا الحبل على القارب وتضيعوا اطفالكم فوالله إنكم مسؤولين امام الله عنهم
بقلم| فيصل السفياني