عجبًا لمن رأيتُها في النُّقَلِ*

قد ناظرتْني بعينيْها الكُحَلِ

باسِمةً جذَّابةً بكلامِها العسَلِ

فتفننتْ غِرًّا ؛ لتخدعَ الرجُلِ

تراها كالهرَّةِ تمشي بِلا وَجَلِ

وإنْ رأتْ قطًّا قفَّتْ على عَجَلِ

لتُرِيهِ ما يغريهِ ؛ فتجعله كالهبَلِ

وتذهبُ لخلتِها وتضمُّها مع القُبَلِ

فتراهُ عانٍ* في الخلفِ منشغلِ

بتلكَ الفدرتيْنِ والروحُ تشتعِلِ

لقد أعمتهُ بشيطانِها ولنْ تَمَلِ

فهذا أسلوبُها لغايةٍ ومُقْتَبلِ

تقولُ في نفسِها : هذا هو بطلي

هذا عنترةُ بن شدادٍ جاءَ يا عَبَلِ*

كفاكَ خرفنةً كفاكِ الخذلِ

فأنتِ معتوهةٌ كطائرِ الخَبَلِ*

فلا فُزْتِ ولا حُزْتِ على أملِ

الدنيا دوَّارةْ فامشي على مَهَلِ

فأنتِ مغرورةٌ واحذري من الأجلِ

يُنسيكِ الزمانُ وكأنك لم تصلِ

إياكَ يا أمةَ اللهِ إياكِ من الزللِ !

شرُّ الدروبِ وإلى الضلالِ والفشلِ

وإنْ أنتِ أصرَّيْتِ فبئسَ العملِ

وإلى جهنمَ دارُ البؤسِ والعِلَلِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* النقل : اسم محل مشهور يبيع حلويات .

* عانٍ : ذليلٌ أسير .

* عبل : أقصد عبلة بنت مالك .

* طائر الخبل : طائر يصيح الليل يردد : ماتتْ خَبَل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تأليف : مهدي جدُّه حكمي