نوع من العلاقة المؤذية أتجنبه تماما وابتعد عن إقامة أي نوع من العلاقة معه ذلك هو المستكبر الصغير الخفي . اتجنب أي علاقة بالمستكبرين والمرضى بجنون العظمة وخاصة المستكبرين الصغار .
قصة لازالت أحداثها عالقة في ذهني منذ زمن ليس بالقصير لشخص حديث نعمة ، ويبدأ المشهد بجلوس الجمع حول سفرة الطعام كان ضمن الناس أشخاص متواضعي الحال جلسوا حول طبق رئيس وجلس أحد الوجهاء بتواضع جم حيث استقر به الموضع ، لاحظ المستكبر الصغير هذا فقام بحمل الطبق الرئيس من أمام الناس إلى ذي الوجاهة وأخذ طبقا أصغر ووضعه أمام الأخرين . التصرف خاطئ بالطبع كان بإمكانه أن يأخذ الرجل إلى موضع الطبق المعد سلفا له إذا كان كذلك دون أن يجرح مشاعر الآخرين بهذه الرسالة غير المباشرة والتي تحمل في طياتها احتقارا واستصغاراواذلالا غير مبرر.
هذا الموقف بمشهده الحزين مع أولئك القوم لم يمحه الزمن من الذاكرة ، ولذلك اتخذ الحذر درعا من سهام هؤلاء المستكبرين الصغار ؛ لأنك تراهم في غاية اللطف بداية الأمر لكنهم في حقيقتهم ليسوا كما يظهرون ؛ يحملون كبرا خفيا داخليا تظهره المواقف والكلمات والرسائل المبطنة غير المباشرة. وقد تكون الرسائل غير المباشرة أشد ألما وأعمق أثراوغالبا ما تجدهم من أولي النعمة الصغار عقلا وقدرا ومكانة .
هذا النموذج من العنجهية المبطنة باللطف تحمل مرضا عصيا على العلاج أعراضه الفوقية والاستعلاء والنظر بازدراء . وفق معايير مادية تخلو من القيم الإنسانية والأصالة والخلق النبيل .هي نرجسيه من نوع مختلف .
هذا المركب الناقص ، ليس بالضرورة أن يكون كبره وتعاليه نتيجة ثروة أو جاه فقد يكون بسيطا لكنه في مجمله حالة مستعصية وغالبا ماتصيب ذوي النعم البسيطة وحديثي العهد بالمال والجاه . ولهذا تجدهم أذلة لمن فوقهم ، مستكبرين على من دونهم ، ولايجد هذا النوع غضاضة في أن يهين نفسه ويرهن كرامته من أجل البقاء بصورة المستكبر وهو في حقيقته ذليل .
لايوجد حل للمستكبر الصغير والنرجسي الخفي إلا البعد عنه وهجره لأن مجالسته مؤذية بتصرفاته ،سواء بالرسائل المبطنة أوالتصرفات الا مسؤولة وهو في حقيقته يعبر عن ذل غشيه استكبار مقيت يحاول أخفائه تحت مظلة من اللطف تبديه الرسائل غير المباشرة ،والتصرفات الحمقاء التي لاتزيد كرام الناس إلا جفاء و بعدا .
يحاول بعض اللطفاء والطيبين اقتباس تصرفات بعض أولئك المرضى النرجسيون ربما بحسن النية ، وهم لايعلمون أنهم قد يفقدون مكانتهم في نفوس محبهيم . وحتما سيفاجئون منهم بصفعة من الكبر لم تكن لهم في الحسبان ونتذكر . هناك مجالس ممرضة وأشخاص على شكل علل ، وعلاجهم بالبعد عنهم فالبعد عنهم غنيمة.
.
بقلم | محمد عايض آل عمر