تعد استضافة معرض إكسبو حدثاً عالمياً ذو أهمية كبيرة، يجتمع فيه العديد من الدول والشركات لعرض إنجازاتهم وابتكاراتهم في مختلف المجالات. يُعتبر هذا المعرض فرصة فريدة للدولة المستضيفة للترويج لنفسها ولتعزيز اقتصادها على المستوى العالمي. في هذا المقال الصحفي، سنستكشف تأثير استضافة معرض إكسبو على اقتصاد دبي في الإمارات العربية المتحدة وماهو الاثر المتوقع بعد فوز الرياض بتنظيم معرض اكسبو 2030.
استضافة معرض إكسبو 2020 في دبي كانت فرصة للإمارة لتعزيز قطاعاتها الاقتصادية المختلفة وجذب الاستثمارات والسياحة. كان للحدث تأثيرات اقتصادية مباشرة على دبي، حيث ساهم في زيادة الإنفاق على السياحة والسفر والإقامة والنقل والضيافة. كما ساهم في زيادة الطلب على السلع والخدمات المحلية، مما أدى إلى زيادة النشاط الاقتصادي.
وفقًا لتقرير شركة "إرنست ويونغ"، ساهم إكسبو 2020 دبي بنحو 23 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، أي ما يعادل 24.4% من الناتج المحلي الإجمالي الحالي للإمارة.
تأثير استضافة معرض إكسبو على القطاعات الاقتصادية الرئيسية في دبي كان ملموسًا حيث قدمت الحكومة الإماراتية مشاريع تطويرية ضخمة لتحسين البنية التحتية وتعزيز قدرات النقل والاتصالات، مما عزز الاستدامة الاقتصادية للمدينة على المدى الطويل. وتضمنت بعض هذه المشاريع إنشاء مطار آل مكتوم الدولي وتوسيع شبكة مترو دبي وتحسين الطرق والمنافذ الحدودية.
قدمت دبي أيضًا فرصًا كبيرة لقطاع السياحة من خلال استضافة المعرض. بلغ عدد زوار معرض إكسبو 2020 دبي 24.1 مليون زائر من 192 دولة، وذلك خلال فترة انعقاده من 20 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022. ويعد هذا العدد هو الأعلى في تاريخ معارض إكسبو العالمية وهذا يعني زيادة كبيرة في الطلب على الفنادق والمطاعم والخدمات السياحية الأخرى في دبي. من المتوقع أن يؤدي هذا الارتفاع في الطلب إلى تعزيز فرص العمل وزيادة الإيرادات في هذه القطاعات.
بالإضافة إلى ذلك، اعتبر معرض إكسبو فرصة لدبي لتعزيز قطاع التجارة والاستثمارعبراشتراك آلاف الشركات من مختلف الدول في المعرض.
بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية المباشرة التي تم ذكرها سابقًا، يُتوقع أن يترتب على استضافة معرض إكسبو في الرياض عوائد اقتصادية هامة على المدي البعيد. ومنها:
1. زيادة الاستثمار: يعتبر معرض إكسبو منصة للمشاركة والتفاعل بين الشركات والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. ومن خلال فرص التجارة والعروض التقديمية والمناقشات، يمكن أن يتم التوصل إلى اتفاقيات استثمارية جديدة وشراكات تجارية تعزز النمو الاقتصادي في دبي وتعزز مكانتها كمركز عالمي للأعمال.
2. تعزيز السياحة: يعتبر معرض إكسبو مناسبة جذب سياحي رئيسية، حيث يتوافد الزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف العروض والعروض المبتكرة والثقافات المختلفة. من المتوقع أن يترتب على ذلك زيادة في عدد السياح الوافدين إلى الرياض، مما يعزز قطاع السياحة ويولد الإيرادات من الفنادق والمطاعم والتسوق والنقل.
3. تعزيز القطاع الثقافي والتعليمي: يعتبر معرض إكسبو منصة لتبادل المعرفة والثقافة بين الدول المشاركة. من خلال الفعاليات الثقافية والعروض الفنية والمعارض التعليمية، يتم تعزيز قطاعي الثقافة والتعليم في دبي. ومن المرجح أن يترتب على ذلك زيادة في الاهتمام بالتعليم والفنون والتراث الثقافي، مما يعزز التنمية الثقافية والتعليمية في المدينة.
4. تأثير طويل الأمد: يُعتبر استضافة معرض إكسبو فرصة لتعزيز صورة الرياض كوجهة عالمية رائدة في الابتكار والتجارة والاستدامة. يمكن أن يستمر التأثير الإيجابي لاستضافة المعرض لعدة سنوات بعد انتهائه، حيث يتم تعزيز الثقة في الاقتصاد المحلي وتعزيز الجاذبية للاستثمار والأعمال التجارية.
باختصار، يمكن القول إن استضافة معرض إكسبو في الرياض ستسفر عن عوائد اقتصادية هائلة على المدي البعيد، من خلال زيادة الاستثمارات، تعزيز السياحة وتعزيز القطاع الثقافي والتعليمي، فضلاً عن تأثيرها الطويل الأمد على صورة الرياض كمركز عالمي للأعمال والابتكار.
دكتور - عبدالسلام العيثان
مدير ومؤسس شركة نسما العقاريه