في الوقت الذي يسعى فيه البرنامج الوطني "موهبة" الكشف عن الطلاب الموهوبين، واهتمام وزارة التعليم بالبرامج الإثرائية والنمائية لهذه الفئة، نجد من يستغل طاقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي!!!
لم تعد موهبة ووزارة التعليم هي الحاضنة لتك المواهب في ظل العولمة الرقمية والانفتاح على العالم…
فالأطفال يتمتعون بمواهب حسب الذكاء ولديهم من الطاقات ما تمكنهم لابرازها.
يمكن القول: إن الدراسة لم تعد هي طريق النجاح فحسب، ولا مصدر الوظيفة الأساسية ،ففي ظل ارتفاع الغلاء المعيشي، وكثرة متطلبات الحياة، أصبح التفكير في عملين مع ترتيب الوقت وتحديد الأولويات أمر مهم، للمواءمة بين متطلباتك الشخصية والاجتماعية .
ويأتي دور الأسرة في تعزيز الجانب النمائي والعمل على موهبة الطفل من عمر صغير، حيث أثبتت الدراسات أن عمر( ٢_٥) هي البداية المبكرة في بناء وتطوير موهبة الطفل .
و حسب مفهوم القدرة والمواهب في علم النفس البيئي والإدراك ونظرية النشاط، فالحياة الأسرية هي الداعم للموهبة كذلك تعزيز الثقة والطلاقة، كما أن هناك ذكاءات عقلية خارقة فهناك أيضا من يملك مهارات متنوعة يحتاجها سوق العمل حتى وإن كان الجانب المعرفي محدودا، فهناك جوانب أخرى يتفوق فيها، وكلنا يحتاج الآخر ويكمل بعضنا البعض .
والأسرة يقع على عاتقها الجانب الأكبر في تعزيز الموهبة وتعديل السلوك ويمكن اتخاذ الاهتمام بالموهبة ركيزة أساسية في تعديل السلوك وبطرق مبسطة ومهارات عالية متى ما أصبحت الأسرة واعية بذلك .
ولأنني أعشق الأسئلة ولا أخشى الإجابة
لم لا نسعى إلى تنمية المجالات النوعية في مهارة واحدة
كالرسم مثلا وتنمية المجال الثقافي والإنشادي ودقة الملاحظة والفك والتركيب مع تعريف الكلمات بمفاهيم صحيحة ؟
و من هنا يكتمل البناء المعرفي والتربوي واللغوي فهو الأساس.
لماذا لا يفعَّل الجانب الابتكاري للأطفال؟
لماذا لا تعد زيارات للأماكن الصناعية والمصانع والورش للأطفال وتكون من الجانب الترفيهي التعليمي؟
لماذا كل هذه الطاقات مهدرة والوقت لا يقدر ؟
تعريف الأطفال بمعنى اللغة والموهبة ،وأن الموهبة لغة والمهارة لغة والفن لغة ،فالموهبة هي الحرية فكيف للعالم أن يعيش دونها ،فالموهبة هي: التطور والمستقبل والحضارة .
ولم يعد الموهوب ،الموهوب في المجال العلمي والتقني فحسب
إن رؤية ٢٠٣٠ تهدف إلى النهوض بالفرد لبناء مجتمع حضاري قادر على الاستدامة في ظل هذا الانفتاح، واستقبال العالم بهذا الوطن يحتاج إلى المواهب وأبناؤنا هم من سيكمل بناء هذا الوطن ونقل حضارة الوطن والتعريف بأصالته وقيمه وتاريخه، من جميع الجوانب، لهذا لابد من استثمار طاقات الأطفال ومواهبهم من خلال إنشاء مراكز تعزز الجانب النمائي والثقافي، إما عن طريق الجمعيات الثقافية و الأندية الفنية والحرفية وهي الحاضنات لهذه المواهب
وأن يكون هناك مراعاه للرسوم في ظل تحول مثل هذه الحاضنات إلى ربحية، حتى يستطيع رب الأسرة إشراك أبنائه حسب إمكانياته، أو احبسوهم حماية لهم من أن يتلقفهم مشاهير الفلس عبر التواصل الاجتماعي وارتفاع أسعار المراكز ليعيشوا بين صرعات الطفش والملل والاكتئاب المبكر .
ولعل الإجابة على سؤال من نحن؟
هي حرية الموهبة التي تمكن كل منا التحليق في هذا الفضاء الخاص به ..