من اول السور التي تأثرت بها وشاهدت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين اياتها, رايته يعبس ورأيت الاعمي يأت إليه، ورأيت سادة قريش، ورأيت سيدنا جبريل وهو يحمل لمحمد هذة السورة وكيف كان إستقباله لها ،، وبالمناسبة هي اول سورة مكية حفظتها بعد الفاتحة طبعا والمعوذات" عبس" ،ولم يثبت حفظها إلا عندما فسرتها وثبتت فى قلبي، وقتها أدركت أنني لا اتقن شئ إلا لو فهمته وعلمته وأدركوا شيوخي كذلك إن موهبة التفسير عندي إستثنائية وهي فطرية التبصر ولله الحمد وهذا جعلني مع الوقت أؤمن بما تحدثني به نفسي بعد أن أوكل أمرها لله، من معي؟ ومن علي ؟ومن بعد وقت سيكون معي؟ لا علي- ومن في امل منه؟ ومن لا خير فيه, ولهذا لم تعد قراراتي سريعة وصرت اتمهل فى حسمها حتي وإن كانت أمورا منتهية، وكان سلفا قراري فيها حالي ووقتي
ونهائي .
*صرت اتروي ودائما يا قوله تعالى "عل الله يحدث بعد ذلك أمرا" وان الله يغفر فمن انت كي لا تغفري وان فارق العمر بيني وبين غيري وكذلك العقل والحكمة والخبرة يجعل في معظم نظرتي للأخرين حين يخفقوا بحقي لين، وبرغم أن نفسي قد تضيق حد البكاء والمرض والتأثير والتأثر في نفسي و أهل بيتي إلا أنني ارجع والتمس الأعذار واتروي وانسي كل ما حصل واتجاهل صوت عقلي وهو يحدثني اتكرريها وتحسني لمن هنت عليهم؟ واقول لها نعم فإحساني لهم لم يكن مني بل وكلني الله بذلك ، وابدء اهينها بتمتمتي واذكرها بإحسانهم علي ايضا حتي تخرج من تلك الحالة وتستعيد صفاءها وأنني المدينة لهم اقله بالصفح وإعطاء فرصه أخري!!
إن الله عز وجل عاتب نبيه ورسوله لأنه عبس في وجه غير مبصر ،كفيف وبرغم أن محمدا عليه الصلاة والسلام كان يملك الحجة ليرد على ربه ويقول ياربي كيف تعاتبني وانا فعلت كل ذلك من أجل استقطاب سادة قريش وحسهم على السلام وهو ما بعثت وحيك به الي لتكون هذة رسالتي لهم ومع ذلك لم يفعلها محمد ولم يحدث ربه بالأمر بل إعتدل واستقام وعرفنا أن لا مجال لإستعماء اعمي ولكن بعضنا يستحل إستعماء المبصرين المستبصرين بمنتهي البلادة وقلة الخبرة وضيق الأفق،،،
هؤلاء ينظرون فقط بعين الأنيه ويرون أن حاجتهم تدور في هذا الأفق فيطوفون حوله ولا يدركون أن الطواف يسبقة نية صالحة ويتبعه سعيا مكملا للنسك،،،
* عبس الرسول كي يعلمنا ربنا بما أنزله عليه من آيات أن العبس يغضبه وليلقنا درسا فى شخص رسولنا بأن ما عبست بوجهه قد يكون افضل وازكي ممن تهتم بهم ومنهم من سيؤمن ومنهم من سيتركك بل وقد يؤذيك ،وان عبست بوجهه لاجلهم بقوله " وما يدريك لعله يزكي" أو "يذكر فتنفعه الذكري" قد ينتفع برسالتك وتنفعه،، إلى آخره.
* ومن وقت إدراكي المعني لم تعد للقسوة في قلبي محل وانكسر فى كل كبر واستخافي بالبعض مهما كان حاله وهيئته او فكره ورجاحته ويرزق الجميع ما رزقت به من فطنة ف والله ما في مرة تتذمر نفسي فيها من أحد وابغض مقابلته إلا وأتذكر تلك السورة وعبس رسول الله فأسارع بالاعتدال مستغفرة واتوقف عن العبس...
* اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه...