لئلا يسقط البعض كارثة مرض الكورونا على الترفيه وغيره من سلوك المجتمع ، وأنه عذاب من الله ويبرئ نفسه أنه الناصح التقي النقي الذي لا ذنب له ، وأنه الوصي على الإسلام والمسلمين ، لابد أن يعرف أن التاريخ سجل حقائق ماضية أن الحج توقف اربعين مرة منذ السنة التاسعة من الهجرة .
تاريخ ثابت تجده في أمهات الكتب يوضح مختلف الأسباب الذي بسببها توقف أداء مناسك الحج لعدد المرات الاربعين سواء بسبب الطغاة الكفرة القرامطة الذين اعتبروا أن الحج من عمل الشيطان ، فكفرهم زيّن لهم هذا وقتلوا آلاف من المسلمين ، وهم الذين سرقوا الحجر الأسود ، وعندما تمت إعادته بعد سنوات عديدة ، عاد قطعا صغيرة متناثرة تم تثبيتها بموقعها الأصلي بركن الكعبة.
وأيضا كان التوقف لأسباب عديدة منها الفقر ، والمجاعة ، وقطّاع الطرق فضاع الأمن ، والأحوال الجوية ، وانتشار الأوبة ، واسباب اخرى عديدة . وحيث أن الفترات التي توقف بها الحج لم يكن بها ترفيه أو تواصل إجتماعي أو سهرات وغيرها ، فلا يستغل البعض هذا الموقف بدور الناصح أن السبب هو الترفيه او غيرها من الأسباب في الهجوم والتهجم على الناس ، فلا يعرف أي كائن علاقة العبد المخفية مع ربه ليس شكلا بقدر ماهي خبيئة ، فالإنسان لا يفرق بين العذاب والرحمة إلا في حالة مخفية يعرفها الفرد بعلاقته مع ربه والآخرين ، أو إجرامه المخفي في عمر السنين .
اليوم يتم إيقاف العمرة وإقفال الحرم المكي ولكن طواف الملائكة لايزال مستمرا ، فقد توقف طواف البشر وتستمر الملائكة بإعمار البيت بطوافها ، قرار يتمزج به الحزن ولكنه ينصب في المحافظة على أرواح الأمة الإسلامية كلها ، وقد استقبل المسلمون هذا التوجه في أرجاء العالم بأريحية ورضا وشكر وتقدير من قيادة أرض الحرمين الشريفين .
تحزن النفس بقفل ابواب الحرم المكي ولكن من داخل الحزن هناك إشارة مخفية ، أن الله أمد هذه البلاد بقيادتها أن تحفظ أمة محمد من الهلاك فجاء القرار الصحي الذي يتوافق مع الشرع وبالرغم من إختلاف الأمم في كل أمورها ، فقد جاء الإتفاق الكامل من الجميع أن قيادة المملكة أمدها الله تكون القائد في خدمة الحرمين الشريفين والحفاظ على صحة أمة محمد من الوباء بأمر الله .
وربما يضيف التاريخ عددا جديدا ليصبح عدد مرات إيقاف الحج واحد واربعين مرة ، ولله الإرادة والمشيئة ، ويحفظ الله أمة محمد صلّ الله عليه وسلم.
ختاماًً:
لا تسقطوا الأمراض عقوبة بسبب الترفيه.
تذكروا قول البني صلى الله عليه وسلم:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:
((يَا غُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ, وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ, وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ))