اليوم الثلاثاء 24 مارس..تم تجهيز جثمان المتوفي أحمد الزهراني لنقله من الهند إلى السعودية..وسيصل إلى جدة غداً عبر طائرة شحن الخطوط السعودية..وخلال الأيام الماضية منذ وفاته رحمه الله لم تنقطع اتصالات السفارة السعودية بنيودلهي والقنصلية في مومباي مع أخويه سعد ومحمد وأبنائه وأسرته لإطلاعهم على الحالة أولاً بأول..وخلال الأيام الماضية أيضاً رأينا كيف تعاملت السعودية مع أبنائها الأحياء المنقطعين في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا..وكيف ضربت للعالم بأسره مثالاً مشرفاً عن معنى رعاية المواطنين وصونهم وحفظهم فوق كل أرض وتحت كل سماء.
دولة أعزَّت شعبها أحياءً وأمواتاً..دولة ترى أن مواطنها أولاً مهما كانت الأحوال والظروف..دولة لم تقف جائحة كورونا حاجزاً أمامها عن نقل جثمان أحد أبنائها من الهند إلى جدة..رغم توقف الطيران وتعطل كل شيء في العالم تقريباً..ورغم إمكانية دفنه في مكان وفاته..خاصة مع هذه الظروف الاستثنائية.
سفارة كاملة بسفيرها وملحقياتها وقناصلها وموظفيها تستنفر وتبذل الغالي والنفيس ويسافر موظفوها آلاف الكيلو مترات جيئة وذهاباً بين مدن مدراس ومومباي ونيودلهي لإنهاء الإجراءات الطبية والأمنية وأمور الشحن وغيرها..من أجل إعادة مواطن إلى وطنه وأهله..دون أن يتحملوا أي تكلفة تذكر..بل يتلقون الاتصالات باستمرار من هؤلاء الرجال الأبطال لتطمينهم وإطلاعهم على سير موضوع ابنهم.
فماذا نقول..وبماذا نعبر..سوى أن نرفع باسمي أنا شخصياً وباسم سعد ومحمد قروش الزهراني وباسم أسرته وجماعته وقبيلته أسمى معاني الشكر والعرفان والامتنان لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز..ولحكومتنا العظيمة..ولوزارة خارجيتنا..ولسعادة السفير والملحقين والقناصل ونوابهم وجميع موظفي سفارة خادم الحرمين الشريفين بالهند..وجميع موظفي الخطوط السعودية هناك..على هذا التفاني والتجاوب العظيم مع أسرة سعودية مكلومة فقدت ابنها..فكان هذا الاهتمام بمثابة البلسم الذي يداوي قليلاً من الجراح والألم..ورحم الله أحمد الزهراني الذي كان في حياته عظيم الفخر بهذا الوطن..وسيرث أبناؤه من بعده هذا الفخر وهذا الولاء.
ما أعظمك أيها الوطن..ما أعظم قادتك..وما أعظم رجالك.
صالح جريبيع الزهراني
الثلاثاء 24 مارس 2020
جدة