قال الشاعر في قصيدته المشهورة في انتظار لقاء .
أغدا ألقاك.. يا خوف فؤادي من غدٍ.
وقال..آهً كم اخشى.. غدي هذا .. وأرجوْهُ اقترابا.
.. كنت استَدنيةُ لكن.. هِبْتهُ... لمّا أنابَ.
ففي اي غرض من اغراض اللقاءات التي يفكر الإنسان ان يعقدها بإنسان آخر - يحل القلق والتوتر، بنسب تتفاوت درجاته حسب المناسبة والغرض من اللقاء .
منشء ذلك القلق ؛ الإنسان وطبعه ، الطول والقصر في تجربته ، قربه وبعده ، مستوى سلامه النفسي ، مايحكمه من عادات وتقاليد وشروط .
فيُقْلقُ النَاسَ من لقاءاتهم وأحاديثهم .. البداية والنهاية، وأي المكان وأي الزمان ، يقلقهم الاشتياق،
يقلقهم الرفض ، و يوترهم القبول ورد الجميل ، تقلقهم المساومات و حجم التنازلات ، يقلقهم سراب الوعد ، وهتك السر . تقلقهم فلتات اللسان، وسوء البيان. وطفو ميزان . ويقلقهم بَعّدَ اللقاء ... أيلتقون أو لايلتقون.
إلا أن ... صفرً من قلق ، في لقاء تسقط قبله وفيه كل تلك الاشتراطات - حين يكون لقاء ذلك الإنسان بالله. من خلال مناجاته ، والشكوى اليه، من خلال تضرعه، والوقوف بين يديه في فروض ونوافل .
ومنشء ذلك الإطمئنان في نفس ذلك الإنسان ؛ يقينه أن لِقائهُ سيكون بمن هو شاعر انه من ربَْ نفْسهُ وأوجدها ، لقائهُ بسيدها ، بمن أحاط باسرارها، بمن علمها ان تعلم. بالذي يملكها ، ويملك منها - مال يملك هو منها . بمن يشعر أنه أبدى عليها النعمةَ - قبل ان تستحقها ، بمن قدم لها الرحمة، بمن.. قد عصته وغفر ، بمن.. رئاها وستر. بمن إليه بعد أسفارها .. الرجوع والمستقر.
حمد المطيران