يطمح الكثير من الناس إلى التطوير، والتغيير، إلى الأفضل، والرقي بذواتهم، واستثمار قدراتهم الكامنة، للظهور بأفضل صورة ممكنة، تمكنهم من تحقيق أهدافهم، والوصول للرضى عن الذات، والانتصار عليها.
ومن خلال النظر في سير الناجحين، والعلماء البارزين، والمؤثرين، والاستماع إليهم، ومعرفة نمط حياتهم، نجد هناك قاعدة ذهبية مشتركة بينهم، يسيرون عليها، ويتبعونها للوصول لأهدافهم، وتحقيق مرادهم، وهذه القاعدة؛ هامة جداً في التغيير، والتطوير إلى الأفضل،وليست حكراً على أحد، وبإمكان الجميع تطبيقها، للوصول لأهدافهم بكل يسر وسهولة، وكل مانحتاجه هو الاصرار، والاستمرار، والانتصار على الذات، ولعلى الكثير قد عرفها، وطبقها، وحصد ثمارها، ألا وهي: اكتساب عادات يومية صغيرة ويسيرة، وهذه العادات وإن كانت صغيرة، وبسيطة، إلا أن لها الأثر البالغ في إدخال السرور على النفس، والخروج بها من الروتين الممل، والرقي بها إلى معالي الأمور، وتعويدها على الالتزام، والانتظام، والبعد عن المشتتات، والملهيات، وإشغالها بالمفيد النافع، وقد يتعذر الكثير بعدم إيجاد الوقت لاكتساب عادات جديدة، ولعل هذه الأيام مع الحجر الصحي؛ فرصة سانحة للتفكير، والتخطيط، لبناء مثل هذه العادات، فقد ورد عن النبيﷺ أنه قال: أحب الأعمال إلى الله: أدومها وإن قل" أخرجه البخاري
فالقليل مع القليل، يكون كثيراً، والاستمرار، والتكرار: هو الوقد المحرك لهذه القاعدة، وكلما زاد هذا الوقود؛ حتماً ستتضاعف المسافة المقطوعة، وسنصل إلى أبعد نقطة ممكنة.
الكاتب/علي عبدالله الشهري