حسب تقديرات العلماء التي بداءت بالمشاهدات بالعين المجردة وبالتكهنات والتخمينات والتصورات. ثم تدرجت وسائل الاكتشافات وأصبحت تعتمد على القياس والفرضيات والنظريات ومع التقدم العلمي بداء الاكتشاف ياخذ مجال أوسع حتى عام 1927 م .عندما قدم الكاهن الكاثوليكي والعالم البلجيكي جورجل لومتر فرضية (الانفجار العظيم ) التي أصبحت نظرية. حيث تعتمد فكرة النظرية أن الكون كان في الماضي في حالة حارة شديدة الكثافة فتمدد وأن الكون كان يومًا جزءا واحدا عند نشأته.
هذه النظرية التي يتفق معظم العلماء بأنها هي الأقرب احتمالا لتشكل الكون وبداية الزمن.
ومع مرور الوقت انطلق العلماء من الفكرة الأولى حول تمدد الكون لتتبع أصل الكون وما الذي أدى إلى تكوّنه .
غير ان ما يحيرهم ولم يتم التوصل الي معرفته حتى الآن هي أجزاء من الثانية الأولى للزمن .
ومع التقدم في العلم وصناعة تلسكوبات عملاقة واشعة ذات طاقة عالية عابرة للمجرات كأشعة غاما وغيرها من الأجهزة فائقة الدقة. التي ساعدت العلماء في اكتشاف ما تضم مجرة درب التبانة من مليارات النجوم والإجرام والدخان الكوني والغبار الكوني وتمكنوا من رصد الذبذبات التي تصدرها الأرض والنجوم وكل ما يجري في نظامنا الشمسي.
لقد اثبت البروفيسور مارك ويتل من جامعة فيرجينيا أن الكون في بداية خلقه أصدر ترددات صوتية نتيجة التمدد المفاجئ للغاز.
في عام 1967 قام بعض من العلماء بمراقبة السماء بتلك التقنيات لفترة طويلة وقد تمكنوا من تسجيل إشارات راديوية تبين أنها صادرة عن بعض النجوم. وفي أواخر القرن العشرين استطاع العلماء تصوير هذه النجوم ودراستها دراسة معمقة وتأكد لهم وجودها بكميات كبيرة في الكون .
وعندما قام العلماء بتسجيل الإشارات الراديوية القادمة من الفضاء ظنوا في البداية أنها رسالة من كائنات مجهولة ولكن تبين أن هذه الإشارات ما هي إلا صوت لدقات منتظمة جداً فقد سمعوا وكأن أحداً يطرق عدة طرقات كل ثانية فأسموها المطارق. ويؤكدون أيضا أن هذه النجوم تبث أشعة ثاقبة ففي عام 1979 سجل العلماء الشعاع الأكثر لمعاناً في السماء وقد بث هذا النجم كمية هائلة من أشعة غاما وهي أقوى أنواع الأشعة الثاقبة لقد بث خلال ثانيه واحد كمية من الإشعاعات الثاقبة تعادل ما تبثه الشمس في مليون سنة. وقدر الباحثين وزنه من 1.4 حتى 5 أضعاف وزن الشمس حيث يقدر وزن الشمس بألفي بليون بليون بليون كيلو غرام. ودرجة حرارته تبلغ أكثر من مليون مليون درجة مئوية.
وقد خلصت بعض التقديرات
الحديثة الى ان عمر الكون يقدر بحوالي 13.8 مليار سنة.
وان المسافة بين الشمس والأرض تقدر من 149 إلى 152 مليون كيلو متر .وان الشمس قادرة أن تحتوي أكثر من مليون كرة ارضية.
مع العلم ان الشمس تعتبر متوسطة الحجم فهناك كواكب أخرى تم اكتشافها امثال كوكب العقرب الذي بامكانه ان يضم بداخله أكثر من 700 كوكب بحجم الشمس.
لقد احتاج العلماء أكثر من ألف سنه حتى يكتشفوا ذلك الدخان وتلك النجوم والذبذبات الصوتية.
مع الأخذ في الاعتبار ان تلك النظريات والتقديرات وما توصل إليه العلماء من اكتشافات واستنتاجات قابلة للصواب والخطاء.
وتعقيبا على بعض ما تم التوصل إليه من اكتشافات فإن الله تعالى قد اخبرنا قبل أكثر من 1441عام بذلك. وبوصف وايجاز دقيق اختصر تلك المجلدات والنظريات والتقديرات حول خلق الكون والدخان وذبذبات صوت الأرض الذي شبهه بعض العلماء بصوت طفل هادي ومطيع. لقد لخص الله تعالى تلك المجلدات في اية واحدة. سورة فصلت
قال تعالى (( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ))
اما ما يخص صوت دقات وطرق النجموم وشعاعها . يقول تعالى في سورة الطارق ((وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ )) .
بنعمة العلم الذي أنعم الله به على البشرية لازالت الاكتشافات في ازدياد حيث اجرى فريق علماء وباحثين من الولايات المتحدة الأميركية وسويسرا فحصا وتحليلا لعدد ( 40 حبيبة غبار ) يعود تاريخها الي قبل أكثر من 7 مليار عام عثروا عليها في جزء من نيزك مورشيسون الذي سقط في أستراليا عام 1969.
وقد تمكن العلماء من تقدير تاريخ حبيبات الغبار اعتمادا على عدد الأشعات الكونية التي تفاعلت مع الحبيبات وتمكن الباحثون من تحديد عمرها.حيث قالت (جينيكا غرير) المشاركة في البحث بدأ التحليل بطحن جزيئات من النيزك حتى أصبحت مسحوقا. وبعد فصل الأجزاء عن بعضها، أصبحت المادة كالعجينة التي تتميز بخاصية نفاذة تشبه رائحتها رائحة زبدة الفول السوداني الفاسدة.ثم أذاب الباحثون هذه العجينة في حمض ولم يتبق منها بعد ذلك إلا غبار النجوم.
وقد اكد الدكتور فيليب هيك رئيس فريق البحث ان حوالي 10 في المئة من الحبيبات أقدم عمرا من 5.5 مليار سنة و60 في المئة أصغر من ذلك.إذ يتراوح عمرها ما بين 4.6 و4.9 مليار سنة أما البقية فمنها الأكبر والأصغر من 5.5 مليار سنة.
فسبحانه الله العظيم الذي علم الإنسان ما لم يعلم .
التعليقات 1
1 pings
محمد القعصي
2020-04-15 في 5:08 م[3] رابط التعليق
من اجمل ما قرئة هذى اليوم ومعلومات دقيق شكرا لقلم مميز