نستيقظ نحن الاطباء في هذه الايام وفي قلوبنا دعوات بأن يحفظنا الله ويحفظ مملكتنا الحبيبه وشعبها من هذا الوباء القاسي على الجميع ليس من أجلنا ولكن من أجل أبنائنا و أهلنا لكي لا نكون سببا في نقل المرض لهم وإيذاء من نحب وياله من شعور مؤلم يعصر القلب ويدميه .
هذا الشعور لأننا معرضين لخطر الإصابة بشكل مستمر، وبالفعل سقط بعض الأطباء والعاملين في التمريض المعالجين لمرضى الفيروس كانوا " فريسة له " رحمهم الله جميعا.
فبعضنا يداوم ساعات طويلة جداً حيث يبقى في العمل لمدة قد تتجاوز احيانا الـ12 ساعة في معظم الأحيان.
فنمر بلحظات أخرى عصيبة ومربكة، وذلك ضمن بيئة تتسم بالضغط النفسي الكبير أثناء العمل.
تنعكس هذه العوامل بشكل سلبي علينا وعلى أبناءنا وحياتنا الأسرية ، ومع استمرار الضغوط وعدم القدره أحيانا على التأقلم معها نصل إلى الشعور بالاكتئاب والحزن ونحاول ان نقاوم هذا الشعور لكي نستمر في عملنا وعطاءنا لجميع المرضى دون استثناء في المستشفيات أثناء العمل نضطر أن نرتدي الكمامات والأقنعة والقفازات و وسائل الحماية لمدة طويلة جداً ما يتسبب أحيانا بتشوهات وجروح وظهور كدمات وتقرحات احيانا على اجسامنا.
وفي نهاية الدوام نشعر بخليط من السعاده والتعب لأن العطاء من القلب يعطي الشعور بالثقه والرضى من الله تعالى، و أحياناً نشعر بأننا نحمل أرواحنا على كفوفنا لأننا نعلم بأننا في اي لحظة ممكن أن نصاب بهذا الفيروس.
فلا نعلم ماهو مصيرنا بعد الإصابة به لان هذا الفيروس إلى الآن " لازال " يحير العلماء والمنظمات الصحيه من ناحية الأعراض وطرق العدوى و الإصابة به التي تتراوح من عدم ظهور أعراض او بسيطة إلى اعراض قاتله ولو بنسبة قليلة ولكنها تبقى مخيفه لنا .
نحن نعلم هذه الحياة أحياناً تكون قاسيه علينا محملة بأصناف التعب و أنواع الألم والتي لايفيق المرء فيها من غمرة الا الى غمرة ونعلم أيضا ان الله رحيم بنا وقادر على ينهي هذا الوباء مهما انتشر وسيجلي الظلام مهما أستمر.
وإن شاء الله سنرى النور والضياء ونخرج إلى شوارع مدننا الجميلة ، وسنعود لحياتنا الطبيعية التي لم نقدّر قيمتها ووزنها إلا عندما ضاقت بنا الدنيا...سنجتمع مع أهلنا وأحبابنا وأصدقائنا سنفرح ونضحك ونغني سوياً ونتنفس من جديد ملئ صدورنا هواء نقي ونظيف بدون كمامة مزعجة ودون أن نشعر برهبة الفيروس ورائحة الكحول .
حتى ذلك الوقت، تبقى الأمنية الوحيدة أن نعود جميعاً دون أن نفقد أحد..فيارب الأمل بك كبير ارحمنا جميعاً وانه هذه المعاناة
مع تمنياتي
بالشفاء العاجل لجميع مرضانا
د نجوى محمد الصاوي
التعليقات 1
1 pings
عبدالله جديع
2020-06-12 في 3:13 م[3] رابط التعليق
حمانا الله وإياكم يادكتورة من كل شر نحن اداريون صحيون نواجه الموت كل يوم وهمنا ليس أنفسنا ولكن لن نسامح أنفسنا لو كنا سببا في نقل المصيبة إلى منازلنا واهلنا بدون ذنب اقترفوه، نجتهد في التعقيم ونعزل أنفسنا داخل بيوتنا والان فتح لنا عيادة نفسيه بالتخصصي للعاملين في المستشفى بعد أربعة أشهر تعبنا نفسيا والبروتوكول لم يتغير ولم نرا اي مبادرة لتخفيف ذلك الضغط اليومي المسؤلين من منازلهم يديرون الأمور بكل أريحية ونحن في وجه العاصفة،، إلى متى؟!