لما بلغ الشيخ الطبرسي سن الكهولة...
أصابته السكتة القلبية
...فأخذوه
...و غسلوه
...وكفنوه
ثم شيعوه إلى قبره ودفنوه
ثم طينوا عليه قبره وانصرفوا
وفي الليل...
أفاق الطبرسي من غشيته!!
وعاد قلبه إلى الخفقان!!
بقدرة الله تعالى...
فنظر حوله...
فوجد ظلمة دامسة
ولمس الجدار...
...فعرف أنه في القبر
فبدأ يصيح ويصرخ...
ولكن لا أحد يسمعه
ثم حاول أن يحفر الجدار بأظافره!!
فلم يستطع...!!
فجلس...
...يدعوا الله
...ويتوسل إليه
أن ينقذه من هذه البلية...
ونذر على نفسه...
إن أخرجه الله من القبر...
أن يؤلف كتابا كبيراً....
في تفسير القرآن
تمت إرادة الله...
حين جاء في تلك الليلة...
أحد النباشين...
يريد أن يحفر القبر...
ليسرق كفن الطبرسي...
الذي كان ثميناً
وكان النباش قد أحضر معه معولاً
فبدأ يحفر في القبر...
حتى صنع فجوة...
وحين مد يده ليدخل...
و إذا بيد تمسكه من الداخل...!!
إنها يد الطبرسي...
الذي استجاب الله دعاءه
فذعر السارق...
و بدأ يصرخ ويولول...
فطمأنه الطبرسي...
بأنه حي مثله و أنه لا لزوم للخوف!!
وطلب منه أن يوصله إلى بيته...
مقابل جائزة كبيرة...
فقام النباش بلفه بالكفن...
وحمله على ظهره...
حتى أتى منزله في الليل
فدق عليهم الباب...
فاستغربوا مجيء شخص...
في مثل هذا الوقت!!
فخرجت زوجة الطبرسي تسأل...
من الطا رق...؟
فقال لها النباش...
خذي زوجك إنه حي!!
قالت...أين هو ؟
قال...هو معي!!
فلما سمعت المرأة بذلك...
غشي عليها و ارتمت على الأرض...
ثم أدخلوا الطبرسي وألبسوه
بعدها...
أعطى الطبرسي النباش...
...الأكفان
...و وهب له مالا كثيرا!!
وتاب النباش على يده.
ومنذ تلك الليلة...
لم يخرج الطبرسي من داره!!
حتى وفى بنذره...
وشرع في تأليف كتاب...
"مجمع البيان في تفسير القرآن"
الذي يعتبر من الكتب...
المعتمدة عندنا في تفسير القرآن.
رحمهُ الله و أجزل له الجزاء
إن الإنسان...
إذا كان أمله بالله كبيرا...
فإن اللهَ يبعث له من يُخلّصه
في أحرج المواقف..
*نسلم ويسلمون*
كان إبراهيم النخعي أعور العين
وكان تلميذه سليمان بن مهران أعمش العين ( يعني ضعيف البصر )
وقد روى عنهما ابن الجوزي في كتابه (المنتظم ) أنهما سارا في أحدى طرقات الكوفه يريدان الجامع
وبينما هما يسيران في الطريق قال الإمام النخعي : ياسليمان هل لك أن تأخذ طريقاً وأخذ آخر
فإني أخشى إن مررنا سوياً بسفهائها، ليقولون أعور ويقود أعمش فيغتابوننا ويأثمون
فقال الأعمش ؛ يا أبا عمران ؛ وما عليك أن نؤجر ويأثمون
فقال إبراهيم النخعي : يا سبحان الله ! بل نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون.
((نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون))
إنها قلوب تزينت بالإيمان حتى حلقت في السماء لتصل بأصحابها إلى أعالي الجنان
إنها قلوب تشربت ووعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) .
رااائعه الى اقصى حد..
هنا الرقي والسمو والجمال..
(نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون)
اللهم زين قلوبنا كما زينت قلوبهم ..
د.ابتسام حسن عباس جسور