إنّ الأبوةَ في حياتك سلّمُ
ترقى عليه إلى العلا وتُكَرّمُ
هي ظلُّ عمرِك ماحييتَ وبعده
هي فرحة هي رحمة هي بلسمُ
لاشيء يعدلُ كالأبوةِ فضلها
البدر أبهى إنْ تبدّت أنجمُ
إني حييتُ حياته فإذا مضى
الكـون يظلم والبرية أظلمُ
فإذا رزقتَ من الأبوة حظها
ياليت شعري من سواك تنعموا
فأبي هناك ومـا رأيتُ كما رأوا
وقضى به حكمٌ وربٌ أعظمُ
وسط المقابر قد سكنتَ وإنني
شيدتُ حزنا في فؤدي يضرمُ
وجرت عليك من العيون مدامعي
أنا ما بسمتُ ولا رأيتك تبسمُ
حلما رأيتك يا حنانُ وجنة
ياليتني كلّ الليــالي أحلمُ
قد أخبروني يوم دفنك أنه
الخير كان إلى جوارك يزحمُ
والنور أشرق حين وضعك يا أبي
حتى كأن اللحد فجرٌ مُعْلِمُ
والعفووالاحسان كلٌ أقبلوا
حتى الأرامل كلهم يترحّمُ
لم يبق منك معي سوى ريحانة
هي في حشايَ لها أحنّ وأكتمُ
فيها ملامح نور وجهك يا أبي
والطيب يُقرأ في الوجوه ويُرسمُ
إن لم أشاهدْ أو ألامسْ كفه
فلقد عرفتُ ومثلها لا يظلمُ
سأعيش أمنيتي وقلتُ رأيته
والله من يجري الاماني ويعلمُ
وعليك يا أبتِ التحية إنني
أدعو الالٰه بجمع حشر ينعمُ
بقلم الأستاذ
موسى علي صنبع