صديقتي (شاهدة ) على قدر من الجمال والذكاء وقدر أكبر في الخوف من العين ، أيام الدراسة كان معدلها يهبط وترجع السبب إلى العين على الرغم من إحاطة درجات اختباراتها بسرية عالية ولا سرية البنتاغون ، و حين تلاقي الاندهاش منّا تؤكد يقينها من ذلك.
كبرنا معا أعرف منزلها وأفراد أسرتها كما هي معي، أكتشفت أن الخوف من المجهول ( جين سائد) وما أراه أنا غير منطقي، أسرتها تؤكد منطقيته ، دخلنا الجامعة معا ولم تفلح في التخصص الأول لصعوبته ،وتعذُّر ذلك مع زواجها وتكوينها لأسرة فأخذت قرارها أن تنتقل لتخصص أبسط لكنها بقيت الى مابعد هذه النقلة بعشرين سنين تحكي أن السبب كان العين المترصدة لها، حملت بعد زواجها بستة أشهر وهذا التأخر العظيم كانت تسميه عقم ، طبعا طوال فترة حملها كانت تراجع عند الطبيب مرة وعند الشيخ مرات ليقرأ عليها ، لأنها تعاني من أعراض الحمل والتي لا تستكين إلا بعد قراءة الشيخ ( وهذا يزيد يقينها) ، كان الشيخ (الله يسامحه ) كلما ذهبت إليه يؤكد لها أنها فعلاً وحقا مصابه بعين أو نَفْس شريرة ترتقبها الى آخر قائمته التي تجعل الزبون لايتوقف عن زيارته وشراء المستلزمات منه ، جربت حظي معها مرة وقلت شيخك هذا (نصاب ) فطلبت مني التوبة بسرعة .
بعد حملها الثالث ومع زيادة وزنها أصيبت بمرض السكر وهو بالنسبة لي متوقع جداً لأن والديها وهم أبناء العم مصابان ،كما هو حال معظم افراد اسرتها ، لكن هي حالتها فريدة ومستثناة دوماً، و أرجعته للعين ، لماذا ؟ لأن هناك من هم أعلى من وزنها ولم يصابوا ؟
نسيت أن أذكر الإدمان على تفسير الأحلام ، كل حلم له هدف وله معنى، أحيانا يشغلها و يقلقها الحلم أكثر من الواقع ، واذا حاولت أهدي أعصابها وأن لا تلتفت للأحلام وقد تكون مجرد أضغاث أحلام ، تصر أن هذه اشارة من الله وتنتظر توضيحها، و تفسٍّر حلمها عند مفسر وأثنين وثلاثة حتى تقتنع بم تريده.
أحد الأيام أخبرتني أن طفلتها توجد بها حساسية تظنها محسودة ، رغم ان الطفلة لم يرها أحد !! كيف ؟ ، ردت ربما من كلامي عن طفلتي، الناس أعجبت بها وحسدتها !!قلت لها أنت تبتعدين بالظنون فقالت أن الشيخ أكد لها إمكانية حدوث ذلك .
شعرت أن عقلها بدأ يفرط منها ،ولتثبت لي أرتني أن حساسية إبنتها ترتسم على شكل دوائر كأنها عيون !! سخرت منها معك حق ، عادةً الحساسية ترتسم على شكل مثلثات أو نجوم ، وإبني كانت حساسيته على شكل قلوب .
حاولت أوضح لها حجم الوهم الذي يسيطر عليها و أن هذا من الخطأ ، فاتهمتني بأني أتكبر على الدين والمشايخ ( دائما تربط بينهم ) وعلى كلام الله وأني أنكر ثوابت الدين، لكن الحمدلله أنها ما اتهمتني بالكفر رغم أني لا أستبعد أنها بعد كلمتين مني ممكن تتهمني بذلك ، ودائما تحب تذكرني أن الحسد مذكور بالقرآن كأني جاهلة أو منكرة !! قلت لها مذكور لكن لايعني ذلك أن حياتك مسيرة بتأثير عيون الناس ، و أين انت من التوكل على الله وحسن الظن به والتحصن بإسمه العظيم ، المؤمن ليس بهذا الضعف، ولا هو مجرَّد من الإرادة كما ترسمين لنفسك .
في السنوات الأخيرة لم أعد أناقشها ولا أثنيها عن ظنها ، وبدأت ألوذ بالصمت أدركت أن هناك قناعات لا يمكن لأي أحد أن ينزعها من جذور العقل ، هو إرث اعتقادي عميق ،صعب زعزعته من دخلاء خارجيين خصوصا بوجود حلقة اجتماعية داخلية تؤكده وتغذيه ، آمنت ان لكل انسان قناعاته ، وكانت هذه قناعات (شاهدة ) وما أكثر شاهدة في مجتمعنا .
- “تمكين تعليم الربو” ختام فعاليات اليوم العالمي للربو بالدمام
- الأخضر السعودي يحقق أول إنجاز تاريخي له في البوتشيا
- براعم الاتحاد ابطالاً لبطولة المملكة للأندية لفئة البراعم تحت 15 سنة لرفع الاثقال
- أخضر التايكوندو يحطم الهيمنة الكورية ويعانق الذهب الآسيوي للمرة الأولى تاريخياً و دنيا والظافري يكتبون التاريخ
- “التخصصي” يفوز بجائزة الرعاية الصحية القائمة على القيمة
- آلية التسجيل في خدمة النقل المدرسي عبر نظام نور للعام الدراسي القادم 1446هـ برنامج تدريبي بتعليم جازان
- افتتاح منصة الحجوزات للإبحار على متن ” أرويا كروز” أول خط رحلات بحرية سياحية عربية لكروز السعودية
- في “مركزي” القطيف ..16 ورقة علمية بمؤتمر النهج السريري لأمراض السكر و الغدد الصماء في الرعاية الاولية
- #الهيئة_السعودية_للبحر_الأحمر تصدر أول تراخيصها لمشغلي المراسي البحرية السياحية
- قسم ألأطفال بمستشفى القطيف يشاركون بيوم ارتفاع ضغط الدم العالمي .
المقالات > شاهدة وعيون الناس
منيرة المخيال
شاهدة وعيون الناس
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.watannews-sa.com/articles/80689.html