طال بي ما أرى جعلت فداكا ...
و براني الأسى على ذكراكا
يا بعيدا عصيت في التداني ...
و تماديت جائرا في جفاكا
فتك البعد بالجريح فهل لي ...
من سبيل إليك حتى أراكا
لست إلا ملوعا فيك أمسى ...
يشتكي الضر دهره في هواكا
لي نفس نفيسة و فؤاد ...
كلما قلت قاطع زكاكا
و دعاني إلى الهدوء وقال ال ...
خل يأتي و ما حسبتك ذاكا
و إذا بي مسمر في مكان ...
غير ما أشتهي فأين قراكا
كل يوم يزيد صدك بخلا ...
عن كريم فأين أين نداكا
لم أجد منك غير صد و زور ...
في المواعيد بانتظار قضاكا
نلت مني بالصد شيئا و إني ...
لم أنل غير ما تدير رحاكا
إن طول الفراق أودى بحالي ...
فارحم الآن باللقا مضناكا
و ارحم الآن حالما فوق عرش ...
العشق والقلب بالهوى ولاكا
طال صبري و ما دعوتك إلا ...
لوفاق فلب من قد دعاكا
لا تكلني إلى اصطباري فمالي ...
عنك صبر و لا تصد بذاكا
و أجرني من عاذل كلما لا ...
ح وصال عن ليلتي أغواكا
دأب عيني البكا و أبقى أنادي ...
فيك قلبا و ما بلغت رضاكا
كم أعاني فتختفي عن حبيب ...
ذاب وجدا فما الذي أخفاكا
و من العاذل الذي قام يفتي ...
بصدود و بئس من أفتاكا
لم تذر فيك طيبات الأماسي ...
أي عطف على الذي والاكا
و كأني لغيرك اليوم أهفو ...
و كأن الفؤاد يهوى سواكا
أو كأني قطعت حبلا و راحت ...
عنه نفسي و عنك رمت فكاكا
فانظر الآن إن رحمت وقل لي ...
دون زيف ماذا جنته يداكا
لك قلب من جامد الصخر أقسى ...
و غرور عن صحبتي أغناكا
خل عنك الصدود و انظر بعين ...
لحياة الهوى هنا و هناكا
و ادفع الصب كي يزيد اشتياقا ...
لك و اسكب غرامه في ثراكا
و إذا ما مننت فاطو زمانا ...
قد تولى ولتسقه ما سقاكا
و املأ الوجه بسمة و بهاء ...
كي يرى فيك وجهك الضحاكا
و ابق للصب عينه فلعلي ...
فيك أرعى بالساريات لقاكا
وبما شئت فاقض ما أنت قاض ...
فالمعنى الأسير من قتلاكا
وادن مني واعطف علي وكن لي ...
بافتقاري فقد قصدت غناكا
أنت شغلي يا صاح عن كل شيء ...
إن بي فيك شاغلا عن سواكا
أنت مني و حسبي اليوم أني ...
بك أولى فقل لمن رام هاكا
و عساني أمضي إليك فأسلو ...
و عساك الذي يحن عساكا
و كفاني ما قد أتى منك يوما ...
و كفاك الذي صنعت كفاكا
الطائر الجريح
احمدالمتوكل بن علي النعمي
جازان - حرجة ضمد