لحكمة أرادها الله مدبّر الكون وخالقه تتوالى على المجتمعات الإنسانية الكثير من الأزمات كالحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية وغيرها والتي تخلّف وراءها كثيرا من الدمار في الأرواح في وقت قصير وتترك تأثيرات على التركيبة النفسية للأجيال القادمة لسنوات طويلة ،حيث تبقى عالقة في أذهان المجتمع بتنوع شرائحه ،ومكوّنا أساسيا في تاريخه.
ونلاحظ في أوقات الأزمات انتشار الأمراض النفسية وأهمها القلق (مرض العصر) حيث تسيطر على الشخص مشاعر الخوف والاكتئاب والشعور بعدم القدرة على اتخاذ قرار حاسم لأن جسم الإنسان يستجيب لحالة الاستنفار فيستهلك الدفاعات الفيسيولوجية للجسم فلايحتملها أحيانا فيتعرض للتعب والإنهاك ويصبح عاجزا قد انهارت دفاعاته وأصبح عرضة. للمرض.
ومما تخلّفه الأزمات التغيرات في أنماط الحياة اليومية وملامحها ،وقد تخلق أفكارا وقيما مختلفة عمّاتعوّد عليه الإنسان قبل حدوثها.
وغالبا يواجه الفرد الخوف من المجهول أكثر من مواجهة المرض أو الموت نفسه ،وترتبط العلاقة بين الخوف والقلق وبين انتشار الوباء طرديا حيث تزيد مع سرعة انتشار الوباء ولايوجد بصيص أمل في دواء.
ومن تجارب العالم خلال الأزمات لاحظ علماء النفس الاجتماعي ظهور مفهوم سيكيولوجية الأوبئة والحروب التي تبقى آثارها سنوات طويلة بعد تجاوز الأزمة .
كمانجد مثلا بعض المظاهر المصاحبة كشراء السلع غير الضرورية أحيانا لتخزينها خوفا من فقدانها، وهذا ليس تصرفا منطقيا إنما يُدفع له الناس بمشاعرهم وانفعالاتهم دفعا.
ويقلل من المخاوف أحياناثقة الشعب في مؤسسات دولته كما يحدث لشعب المملكة العربية السعودية من مواطن ومقيم فالثقة لاتأتي من فراغ وإنما لها شواهد أبهرت العالم بأسره ، وأيضا يسعى المجتمع وراء الشائعات بسبب قلة المعلومات المصاحبة للوباء أوغيره ،وتظهر نظرية المؤامرة بين المجتمعات والدول ،ولانرى ذلك في في مجتمعنا بقيادة حكومتنا الشامخة التي نفخر بها ،ونرى في مواقع التواصل بعض المجتمعات تحمّل حكوماتها وتتهمها بالتقصير في مواجهة الوباء ،وهنا نذكر فنشكر صنيع دولتنا الفريد في هذه المرحلة .
ومن ميزات الأزمات أنها تزيد التديّن والعودة لما يفسّر للإنسان كل مايدور في فكره من تفسيرات وإجابات لمايحدث ...وديننا الحنيف يحثنا دائما على الأوبة فالله يفرح بعودة عبده وتوبته فلانضيّع الفرصة باللهو فخير الخطائين التوابين والتضرع سمّة المؤمنين،ومن الميزات أيضا ردم الفجوة بين الفرد والمجتمع حيث البلاء واحد ،وتظهر الأفكار والمبادرات منها التطوعية للمساعدة في الحد من انتشار الوباء وتظهر التكافل والتكامل الاجتماعي في أجمل صوره.
إذن ستنتهي وتزول الأزمة (كورونا)بإذن الله وقدرته عنا وعن البشرية ،ولكنها ستخلّف آثارا على أفراد المجتمع وإن كانت أقلّ مماكان يحدث في الماضي ، فعلينا جميعا أن يقوم كل فرد بدوره من آباء وأمهات ،أما المسؤولين في مؤسسات الدولة وخاصة وزارة التعليم أن تقوم كعادتها في وضع الخطط الاستباقية والاحترازية لتأهيل الاستشاريين النفسيين لمتابعة الجيل في الفترة المقبلة للتخفيف من آثار هذه الأزمة ولنا في التأريخ عظة وعبرة ...وكلنا مسؤول .
- غدًا الأحد .. إدارات التعليم تبدأ تكريم الطلبة المتميّزين في عام 2023م..
- اختتام بطولة المملكة للمبارزة تحت 15 عام
- ختام باهر لـبطولة نخبة جدة للكيوكشن للسيدات
- نادي الأحساء يحقق المركز الأول للرجال ونادي الشرقية للسيدات لبطولة أندية المناطق الثانية لرفع الأثقال البارالمبية للرجال والسيدات بالشرقية
- رباعو النور ابطالاً للناشئين والشباب لبطولة المملكة للأندية لرفع الاثقال للناشئين والشباب
- الحكم آل دهيم يحصل على الشارة الدولية لكمال الأجسام
- التايكوندو السعودي يحقق أفضل اتحاد عربي و دنيا أبو طالب تستلم جائزة أفضل إنجاز عربي
- جني الثقفي تُشارك في مهرجان البراعم للبنات تحت 15 عام بالرياض
- سعادة محافظ صامطة يكرم مدير مستشفى صامطة العام ومشرف المدراء المناوبين بالمستشفى
- بحضور بن جلوي .. فيصل الحسين يستقبل وفد مهرجان الامل والأحلام
المقالات > الجيل ومابعد الأزمة
أ. نورة الشهري
الجيل ومابعد الأزمة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.watannews-sa.com/articles/47825.html