حصافة المجلس وفكرك لايسمح لك أن تكون من أصحاب الوالي في هز الرأس بالموافقة لأن الذي يتكلم كان في الماضي وانتهى اليوم بما تعرفه انت وكلاكما على حد سواء، ولكنه يجتر ماضيه سواء عن عظمة نفسه أو آدائه أو أنظمة كانت في عصره فباتت متهالكة ولا يزال يرددها من زاوية كنت هناك فأسمعوني أيها القوم وانصتوا لعلكم تفهمون.
جميع المستويات الوظيفية مدنية وعسكرية، برتبها ومراتب تدير أعمالها وهم رأس العمل بما حددته الأنظمة والقوانين وليس هناك إجتهاد إلا في مرونة في التعامل مع روح النظام فيتجول البعض في مساحة النص تسهيلا وتخفيفا على الآخرين، وتمضي بهؤلاء الناس أعمارهم الوظيفية ليتم ركنهم بالتقاعد فلا مكان لخبرات المتقاعدين فقد كان دورا سواء في زاوية الكومبارس أو بطل القصة وانتهى، وكلهم باتوا في مجلسك سواء ولكن البعض مازال يمتطي مشلحه ليقول كنت فشاهدوني.
مجلسك الذي يضم تلك الشخصيات بفئاتها لك أن تستفيد من مناقشات وثقافات عامة ولكن عندما يدخل الحديث في مجال من كان هناك واليوم في مجلسك متقاعدا فعليك أن تدرك عمق اللفظ والكلمة لئلا يأخدك بالأنظمة والقوانين التي كان يعمل بها وقد باتت اليوم في موقع الماضي لعصر انتهى.
كل الفئات بأعمالهم بعد التقاعد تتناقص لديهم معلومات عن المواقع التي كانوا يعملون لها، ولكن يبقى شيء من الحقيقة لحديثي التقاعد بين ستة أشهر حتى عام، فالحديث عما كانو به يميل للإستفادة لأن المستجدات لما بعد تقاعده لن تتغير خلال هذه الفترة القصيرة فحق له أن يقول لفترة وجيزة ، وبعدها لا يعلم عن الجديد فيما كان يعمل لمتغيرات مستمرة، ، فلا يضيّعن وقتك بالإستماع لأن الأمور التي كانت أصبحت تعيش في متغيرات هو نفسه لايدركها كما كان هناك، ونشوته بالحديث عن ماض كان هو لفت الإنتباه لشخصه والبعض يشحذ من هذا الإحترام.
فعندما تكون في مجلس مضى على رواده عام من وداعهم للعمل فلا تبهرك الكلمات والألفاظ والمترادفات، فما بتلك بمجريات الأحداث التي تغيّرت بعد مغادرته، ولا تقبل منه رأيا في أداء شخصية جلست علي مقعده ، أو لوما وعتابا في مقارنة فترته الذهبية التي كان يعتقد مع الفترة الحالية، ولا تستنير برأيه مفردا مالم يكن أحد المختصين على رأس العمل حاضرا في المجلس لئلا يزودك بمعلومات كأنه يتكلم عن نفسه في نظام وقانون كان يمارسه.
ولكن تحلى الجلسة أن تستمع عن مواقف عبرت على المتقاعدين بكل مستوياتهم وفئاتهم بعيدا عن الإستعراض أنه كان الأفضل عندما كان، فيلضع كل مشلحه في جلسة اللقاءات الليلية فليس الآخرون في حال تعظيم الكرسي الذي مضى وقد كان، فأعرف مجلسك وأستمتع بأريحية الحديث مع اللقاء.
بقلم
طلال عبد المحسن النزهة