دَكَّا الطائف وشمس الأصيل.. مقصورتان مشرقتان لمشاهدة البحر الأحمر

- - الطائف
تُطِل مقصورة جبل دَكَّا الأعلى في منطقة مكة المكرمة؛ حين مثول شمس الأصيل؛ على مشاهد نادرة لضفاف البحر الأحمر ومياهه الزرقاء؛ ليكون المنظر في عين السائح محل دهشة؛ يعيش من خلالها فضاء الحيرة التي يجمع فيها بين الحقيقة والخيال، ويخطر في ذهنه للوهلة الأولى؛ التفرد العجيب الذي تحمله أرض الطائف وقممها وجبالها؛ المتكشفة بطبيعتها وذائقتها الربانيّة .
وتُعَّد شمس الأصيل والمعروفة وقتيًا باسم “العاشرة ” في الساعات الـ 12 للنهار أو كما يُطلَق عليها في فقه اللغة وأسرار العربيّة ، بمثابة مقصورة طبيعيّة تجعل من جبل دَكَّا في مركز شفا الطائف الذي يزيد ارتفاعه عن 2560 مترًا عن سطح البحر، شمسًا شارقة تشاهد فيها الأعين البشريّة لمعان مياه البحر الأحمر، لذا فإن الجبل هو أحد الوجهات التي تتعجل فيها خطوات السائح والزائر، وتسعى إلى الإكتشاف الفضولي والتجربة الخلاقة، التي من خلالها تحسن نمط المزاج والحياة الصحيّة والترفيهيّة .
وتزخر بيئة جبل دكا الساحرة والمتعددة بأنماط الحياة الفطريّة التي تسكن ظلال أشجاره المعمرة من العرعر والعتم والطلح والسدر والسلّم، وصخوره الجرانيتيّة قصيرة القامة، التي تحول نسيم الصيف إلى أجواء عليلة، تصاحبها جلسات السمر، المختلطة بهتان المطر والضباب، وملاذ آمن بزهوره ونباتاته العطرية لأسراب النحل المرتحل بين جناباته؛ صعودًا ونزولاً للوصول إلى الرحيق المختوم من العسل الصيفي الذي يمتاز بجودته العاليّة في مركز شفا الطائف السياحي.
كمَا شوهد على أرضه العامرة بالخيرات أكثر الحيوانات خجلاً وظهورًا للبشر مثل النمر العربي، وحيوان الحيّاء الذئب، وكذلك الوعول، والأرانب، والبريّة ، والوبر، والتفة، ما يجعل من الجبل وفضاء بساتينه اليانعة، تجربة سياحيّة شيقة؛ ومتحفًا فريدًا يجمع فصولاً نوعية لجميع أشكال الحياة، حيث يعرف جغرافيًا ضمن امتدادات سلسلة جبال السروات؛ التي تحفّز أماكنها الأشخاص على استكشافها وخوض المغامرات في جوف أرضها وممارسة هواياتهم الرياضيّة والترويحيّة .
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.