عام

نماذج قيادية لفتيات الكشافة… الجوالة خلود خالد

-

بقلم: عبير بعلوشه

في عالمٍ تتجلى فيه القيم النبيلة، وتُصاغ فيه القيادة من روح العطاء والتعاون، تبرز فتيات الكشافة كنماذج مضيئة للطموح والتميز. ومن بين هؤلاء النماذج المشرفة، تبرز خلود خالد النعمي، إحدى أعضاء فريق كشافة الفتيات المكيات، وطالبة في الكلية التقنية العالمية بمكة المكرمة، التي خاضت تجربة كشفية ملهمة تمزج بين الشغف والإصرار، لتصنع فارقًا حقيقيًا في محيطها.

تبدأ خلود حديثها عن رحلتها بعبارات تفيض امتنانًا للكلية التقنية العالمية التي احتضنت بداياتها، فكانت كما تصفها “الداعم الأكبر” و”المنصة الأولى” لاكتشاف ذاتها في عالم الكشافة. لم يكن طريقها مفروشًا بالخبرة أو المعرفة المسبقة، بل بخطوات جريئة دفعتها الفضول والرغبة في خوض تجربة جديدة مليئة بالتحدي.

تقول خلود: “في البداية، لم أكن أعرف شيئًا عن الكشافة، ولم أتخيل أنني سأصبح جزءًا من هذا العالم الرائع… لكنني كنت أراقب وأتساءل: لماذا لا أكون واحدة من هؤلاء؟”.

انضمامها إلى فريق “كشافة المكيات” بقيادة القائدة عبير بعلوشة، شكل نقطة التحول الأهم، حيث وجدت بيئة مليئة بالدعم، وروح الفريق، والعمل التطوعي النبيل. هناك، تعلمت أن الكشافة ليست فقط أنشطة ومهام، بل أسلوب حياة يرتكز على العطاء والانتماء والعمل الجماعي.

رغم أنها لم تكن القائدة الرسمية في سنتها الثانية، حملت خلود مسؤولية القيادة كنائبة بجدارة واستحقاق. قادت فريقها بكل إخلاص ونجاح، لتحصد معهم المركز الأول على مستوى المعسكر، وتُتوّج شخصيًا بلقب “فارس المعسكر” بعد حصولها على المركز الثاني، في إنجاز يعكس العمل الجاد والروح الجماعية العالية.

وتُعبر خلود عن فلسفتها القيادية بقولها: “اخترت أن أكون كالقمر: لا تصرخ ولا تطالب بالأضواء، لكنها تضيء الطريق بصمت وقوة خفية. القيادة ليست في الألقاب، بل في الأثر الذي نتركه في من حولنا”.

تجربة خلود مع الكشافة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويتها، ومصدرًا لإلهامها المستقبلي، حيث تطمح للمشاركة في المعسكرات العالمية لتمثيل وطنها وكلّيتها، واكتساب خبرات أوسع تثري شخصيتها القيادية.

في ختام حديثها، تؤكد خلود أن الكشافة بالنسبة لها ليست نشاطًا مؤقتًا، بل رحلة مستمرة من العطاء والتعلم والتأثير، تزرع من خلالها بذور الأمل في كل من حولها، وتُجسد بحق شعار الكشافة: “كن مستعدًا”


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى