
يعد الداء الزلاقي أو الداءُ البطني حالةٌ هضميَّةٌ شائعةٌ يعاني فيها المريضُ من ردَّة فعلٍ سلبيَّة أو ضارَّة تجاه مادة الغلوتينالموجودة في الخبز، المعكرونة، البسكويت وأنواع أخرى من الطعام تحتوي على القمح، الشعير أو حبوب الجاودار. حين يتناول شخص ما مصاب بالداء البطني أطعمة تحتوي على الجلوتين، يقوم الجهاز المناعيفي جسمه بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة فيسبب ضررا لبطانة الأمعاء، مما يجعلها عاجزة عن امتصاص بعض مركبات الغذاء الضرورية.
ويؤدي سوء امتصاص المواد الغذائية هذا، في نهاية المطاف، إلى نقص في الفيتامينات، فيحول بدوره دون وصول مركبات غذائية أساسية، حيوية لوظائف الاعضاء.
هذا النقص في الفيتامينات والمواد الغذائية قد يسبب، أيضا، نشوء أمراض أخرى ويسبب تأخرا في النمو لدى الأطفال
لا يوجد علاج شاف للداء البطني. لكن بالإمكان السيطرة على الداء البطني عن طريق إحداث تغييرات في النظام الغذائي
ما سببُ الإصابة بالداء الزُّلاقي؟
• الداءُ الزُّلاقي هو حالةٌ مناعيَّةٌ ذاتيَّة. حيث يقوم جهازُ المناعة – المسؤول عن الدفاع عن الجسم من العدوى – بهجومٍ خاطئٍ على الأنسجة السليمة.
• الداءُ الزُّلاقي ليس تحسُّساً أو عدمُ تحمُّلٍ للغلوتين.
• في الداء الزُّلاقي، يعتبر جهازُ المناعة الموادَّ الموجودة في الغلوتين تهديداً للجسم، ويهاجمها.
ويؤدِّي ذلك إلى تضرُّر سطح الأمعاء الدقيقة (الأمعاء)، ممَّا يُعطِّل قدرةَ الجسم على امتصاص العناصر المُغذِّية من الطعام.
وما زال السببُ الدقيق الذي يؤدِّي إلى تصرُّف جهاز المناعة في الجسم بهذه الطريقة غيرَ واضحٍ تماماً، رغم أنَّ الاشتراكَ بين التركيبة الوراثيَّة عند الشخص ودور البيئة يبدو أنَّه يسهم في ذلك.
بعض الامراض:
• بالرغم من أن الداء الزلاقي قد يصيب أي إنسان، إلا أن احتمال الإصابة بهذا المرض يكون أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من :
1. داء السكري/ النمط الأول (Diabetes – Type 1)
2. مشاكل في عمل الغدة الدرقية
3. التهاب القولون المجهري (Microscopic colitis)، وخاصة التهاب القولون الكولاجيني / المجهول السبب (Collagenouscolitis)
الغلوتين
الغلوتين بروتينٌ موجود في ثلاثة أنواعٍ من الحبوب هي:
• القمح.
• الشعير.
• الشَّيلَم (أو الجاودر أو السُّلت).
يوجد الغلوتين في أيِّ طعامٍ يحتوي على الحبوب السابقة، ويشتمل ذلك على:
• المعكرونة.
• الكعك.
• الحبوب التي يجري تناولُها في وجبة الإفطار.
• معظم أنواع الخبز.
• أنواع معيَّنة من الصَّلصات.
• بعض أنواع الوجبات الجاهزة.
• بالإضافة إلى الأشربة التي تحتوي على الشعير
تشخيص الداء الزلاقي
أعراض الداء الزلاقي
ليست هنالك أعراض واضحة ومميزة للداء البطني.
أعراض الداء الزلاقي الشائعة
غالبية المرضى يعانون من أعراض عامة تشمل:
• الإسهال
• آلام البطن
• الانتفاخ
الاعراض الغير ظاهرة للعين
بالإضافة الى هذه الأعراض، يعاني مرضى الداء البطني من أعراض أٌقل ظهورا للعيان، تشمل:
• الضيق والاكتئاب
• فقر الدم
• المعدة المتهيّجة (العصبية)
• الام في المفاصل
• تشنجات عضلية
• طفح جلدي
• تقرحات في الفم
• مشاكل في الأسنان أو في العظام
الأعراض التي تشير إلى عدم امتصاص المكونات الغذائية، جراء الداء البطني، تشمل:
• فـَقـْد الوزن
• الإسهال
• المغص، الشعور بالانتفاخ والغازات
• الشعور بالتعب والضعف
• لون البراز يميل الى اللون الرمادي، رائحته عفنة وقد يحتوي على مواد دهنية
• تأخر النمو وقصر القامة (لدى الأطفال)
• كسور متكررة
• انخفاض وزن الطفل والاجهاض متكرر
• فقر الدم المزمن
لقد تبين أن الداء الزلاقي أكثر إنتشاراَ مما كان يعتقد حتى الآن. ويعود جزء من السبب في قلة تشخيص العدد الحقيقي للمصابين بمرض الداء البطني إلى ألأعراض التي تصاحب الداء البطني، والتي تشبه أعراضا تصاحب العديد من الأمراض الأخرى، التي تؤدي إلى سوء امتصاص مركّبات الغذاء في الأمعاء.
وعلاوة على ذلك، تتوفر اليوم فحوصات دم خاصة،(الاجسام المضادة) التي تساعد في تشخيص الداء البطني لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض طفيفة أو اولئك الذين لم تظهر عليهم أية علامات للمرض، إطلاقا.
(Antigliadin antibodies/ Anti-endomysium/ Anti-tissue transglutaminase)
هذه الأجسام المضادة هي عبارة عن بروتينات لها وظائف محددّة، وتشكل جزءاَ لا يتجزأ من الجهاز المناعي، إذ تتولى منع دخول أجسام غريبة إلى أعضاء الجسم. يتعرف الجهاز المناعي لدى مرضى الداء البطني على مادة الغلوتين باعتبارها مادة غريبة فيقوم بإنتاج كميات كبيرة من الأجسام المضادة للتخلص من مادة الغلوتين.
يمكن، اليوم، الكشف عن المستويات المرتفعة من هذه الأجسام المضادة عن طريق إجراء فحص خاص للدم، من أجل التعرف على الأشخاص الذين لديهم احتمال كبير للإصابة بالداء البطني. ويحتاج هؤلاء الأشخاص إلى إجراء المزيد من الفحوصات.
من أجل تأكيد تشخيص داء البطني، على الطبيب المعالج إجراء فحص مجهري لعينة من نسيج الأمعاء الدقيقة لفحص ما إذا كان قد حصل أي ضررلبطانة الأمعاء الدقيقة.
من أجل إجراء هذا الفحص، يتعين إدخال أنبوب دقيق ومرن (منظار – Endoscope) عن طريق الفم، المريء والمعدة ومنها إلى داخل الأمعاء الدقيقة، وعندها يقوم بأخذ عينة من جدار الأمعاء الدقيقة لغرض الفحص.
علاج الداء الزُّلاقي
تجنب الجلوتين هو أمر ضروري (إلزاميّ)
ينبغي التحوُّلُ إلى اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ خالٍ من الغلوتين(جميع الأطعمة التي تحتوي على أية حبوب، مثل : القمح، الشعير وحبوب الجاودار) للمساعدة على السيطرة على الأعراض، ومنع حدوث الآثار طويلة الأجل لهذا المرض، حيث إنَّه لا يوجد شفاءٌ من الداء الزُّلاقي. وحتَّى إذا كانت الأعراضُ خفيفةً أو غير موجودة، يُستحسَن تغيير النظام الغذائي، حيث إنَّ الاستمرارَ في تناول الغلوتين يمكن أن يؤدِّي إلى حدوث مضاعفاتٍ خطيرة. ولكن، يجب التأكُّدُ من أنَّ النظامَ الغذائي الخالي من الغلوتين صحِّيٌ ومُتَوازن. وإنَّ زيادةَ أنواع الأطعمة الخالية من الغلوتين، والمتوفِّرة في السنوات الأخيرة، جعلَ من الممكن اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ ومتنوِّع وخالٍ من الغلوتين في آنٍ واحد.
عند تناول أطعمة خالية من الجلوتين يبدأ الالتهاب الناشئ في الأمعاء الدقيقة بالتراجع خلال بضعة أسابيع، بشكل عام. ومع ذلك، يبدأ الشعور العام بالتحسن خلال بضعة أيام من بدء التغيير في النظام الغذائي.
إذا كانت النواقص الغذائية حادة، فقد يحتاج المريض إلى تناول بدائل غذائية تحتوي على فيتامينات ومعادن، وفقا لتوصيات الطبيب المعالج أو أخصائي التغذية.
وقد تستغرق عملية شفاء جدار الأمعاء والزغب المعوي الذي يغلفه، بشكل تام، بضعة اسابيع لدى المرضى الشباب، وبين سنتين حتى ثلاث سنوات لدى المرضى الكبار في السن\
التحرِّي عن الداء الزُّلاقي
يُنصَحُ بالتحرِّي عن الداء الزُّلاقي لدى الأشخاصِ المُعرَّضين لخطر الإصابة به فقط، ممَّن لديهم تاريخٌ لهذا المرض في عائلتهم عادةً؛ كما يُستحسَن فحصُ الأقاربِ من الدرجة الأولى (الوالدان، الإخوَة والأخوات، والأطفال) لمن يعاني من الإصابة بالدَّاء الزُّلاقي.
المضاعفات
تميل مضاعفاتُ الداء الزُّلاقي إلى الظهور عندَ الأشخاص الذين يستمرُّون في تناول الغلوتين، أو الذين لم يجرِ تشخيصُ الحالة لديهم بَعدُ، والتي يمكن أن تكونَ مشكلةً شائعةً في الحالات الخفيفة.
وتشتمل المضاعفاتُ المحتملة على المدى الطويل على:
• هشاشة العظام (ضعف العظام).
• فقر الدم النَّاجم عن عوز الحديد.
• فقر الدم النَّاجم عن عوز فيتامين ب12 وحمض الفوليك.
كما توجد مضاعفاتٌ أقلّ شيوعاً وأكثر خطورةً تشتمل على تلك التي يمكنها أن تؤثِّرَ في الحمل، مثل انخفاض وزن الطفل عند ولادته، وعلى بعض أنواع السرطان كسرطان الأمعاء.
من هم المُعرَّضون للإصابة بالدَّاء الزُّلاقي؟
يُعدُّ الدَّاءُ الزُّلاقي حالةً شائعةً تصيب 1 من كلِّ 100 شخصٍ تقريباً، في المملكة المتحدة على سبيل المثال.
إلاَّ أنَّ بعضَ الخبراء يعتقدون أنَّ هذه النسبةَ قد تكون أقلَّ من الواقع، لأنَّه يمكن للحالات الخفيفة أن تَمُرَّ من دون تشخيصٍ، أو أنَّه جرى تشخيصُها بشكل خاطئ على أنَّها مشكلة هضمية أخرى، مثل متلازمة القولون العصبي.
تعدُّ نسبةُ حالات الداء الزُّلاقي المُبلَّغُ عنها عندَ النساء أكبرَ بمرَّتين أو ثلاث منها عند الرجال؛ كما يمكن أن يظهرَ المرضُ في أيِّ مرحلةٍ عمريَّة، رغمَ أنَّه يزداد احتمالُ ظهور الأعراض:
• خلال مرحلة الطفولة المبكِّرة، ما بين 8-12 شهراً (مع أنَّ الوصولَ إلى التشخيص الصحيح قد يستغرق عدَّةَ سنوات).
• في مرحلة متأخِّرة لدى البالغين، ما بين 40-60 عاماً.
الدكتور: أحمد قابيل
استشاري الجهاز الهضمي
بمستشفى الحمادي بالرياض