إنقلوا عني هذا:
لا دنيا دون دين ولا دين دون دنيا
نعلم ان الحياة رحلة قصيرة تنطلق فيها من مهدك وتنتهي بك في لحدك
تحدد فيها مصير النهاية بإرادتك وإختيارك
إن اردت أن تنعم وتغنم فلك ذلك
وإن اردت أن تُهزم وتندم فلك ذلك
ولكن تلك الرحلة لها قواعد واساسات يجب ان تبني عليها حياتك المقيدة في الدنيا وحياتك المطلقة في الاخرة
ضع في حياتك خطين متوازيين لدينك ودنياك
الدين في خط والدنيا في خط
ووازن بين تلك الخطين بالربط بينهما من خلال إجتناب المعاصي قدر الإمكان والتوجه للمستحبات وجوائز الأمور قدر الإمكان
دائمًا التشدد في الدين يقودنا للتخلي عنه ويقود من نوجههم بتلك القيود للنفور
اغلب التكفيريين خرجوا لنا من عباءة التشدد وتشكلت لنا احزاب وجماعات تكفيرية في شتى بقاع الارض من مشرقها لمغربها
حللوا قتل الأبرياء لمجرد ان عصوا الله
يستندون لأدلة إما ان تكون ضعيفة او يمنهجونها لسياقٍ في غير مكانه
يفسرون آيات القران حسب رغباتهم يعشقون الدماء والموت يغالون في الدين ويُفرِطون في مغالاتهم
هؤلاء المتشددون عبثوا في الارض وغيروا مفاهيم التعايش مع غير المسلمين
يدينون كل من يعصي الله ويصدرون احكامً تنفيذية دون الرجوع لولي الأمر
زرعوا الحقد والكراهية بين افراد المجتمع المسلم
تغافلوا وتناسوا ان التسامح والدعوة والتناصح من اهم سمات هذا الدين
هل هذا التشدد هو ما جاء به محمد صلوات ربي عليه وسلامه؟ لا ورب الكعبة إن الإسلام منهم لبريء
وإنهم ليخرجون من الإسلام دون ما يشعرون
وفي الجهة المقابلة الشدة في الإنحراف عن الدين والتنازلات عن القواعد الأساسية يقودنا للإنفكاك والإنسلاخ عن الدين
وهذه الفئة لا تقل خطورة عن الفئة الاولى
تخلفوا عن الدين وواكبوا حركات التغريب و رغِبوا عن دينهم حتى أصبحوا عنه غُرباء
اخذوا من الغرب مافيه خير لهم وما فيه شر
تنازلوا عن الثوابت واطلقوا العنان نحو حركات التحرر التي ينادي بها غير المسلمين
إنسلخوا عن محيط دينهم ووصلوا لجرف الهاوية بل ان اكثرهم تهاوى وسقط غير مأسوف عليه
بدلوا الإعتدال بالإنحلال وتجاوزوا جميع الخطوط الحمراء حتى تغيرت معالم دينهم
تنازل اغلب المُفرِّطين عن اركان الإسلام
تركوا الصلاة وضيعوا الزكاة واغفلوا الصيام
وإن ناقشتهم و ناصحتهم حوَّروا كلامك لسخريةٍ و اتهموك بمصطلحات لا يعرفون معناها ( رجعي، سلفي، متخلف )
لذلك وجب التوازن بين الدين والدنيا
إن طبقنا الدين بصورته المثلى فلن نحيد عنه وسنظل طيلة عمرنا متمسكين به عن حب وإستمتاع
ولن نفقد اي حق من حقوقنا الدنيوية
سنستمتع بملذات الحياة مالها وبنينها و افراحها واكلها وشربها دون إختلال ولا إعتلال في هذه الخطين المتوازيين
اللهم إجعلنا من المعتدلين الوسطيين ولا تجعلنا من المغالين في ديننا ولا المفتونين بدنيانا
بقلم فيصل سفياني
التعليقات 3
3 pings
ابو عبدالعزيز
2020-10-16 في 10:12 ص[3] رابط التعليق
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ صدق الله العظيم
ميما
2020-10-17 في 7:34 ص[3] رابط التعليق
سلمت الأنامل استاذ فيصل..
ميما
2020-10-17 في 7:39 ص[3] رابط التعليق
سلمت الأنامل استاذ فيصل..