إنشغل العالم في الأيام الأخيرة بسباق الإنتخابات الامريكية
الذي شغل الرأي العام في امريكا وخارجها
إستمتعنا بمشاهدة ذلك الصراع الدراماتيكي المحتدم
واستمتع الجميع بالعروض الكوميدية المصاحبة لذلك السباق سواء بين المتنافسَين واحزابهم ومؤيديهم
او بين المناكفين والمماحكين والباحثين عن زوابع الفتنة حول العالم
تابعتُ تلك المعركة الإنتخابية بدقة وتعمقت في فهم ما جرى
لفتت نظري ثلاث نقاط سأُفصِّل فيها ادناه
اولاً سقوط المثل الأعلى الذي كُنا نضرب به المثل ويزعم الجميع او الأغلب على نجاحه
النِظام الإنتخابي في الحكم
اثبت هذا النظام فشله بدرجة إمتياز
مُخجل جداً ان ترى المُرشَّحين يظهرون امام شاشات التلفاز وقنوات التواصل ليشتموا بعضهم البعض
ويشوِّه كلً منهم الآخر
الأول يصف الثاني بالكلب الذي يُهروِل لدول اخرى
والثاني يصف الأول بالمأجور
اسهب المُرشَّحين في تشويه سمعة الطرف الآخر حتى اصبحوا كالارجوزات
وصل المُرشَّحين لمرحلة الهذيان مِنْ اجل الوصول للكرسي وإدارة البيت الأبيض
تبادل الطرفين التهم والسباب والشتائم
لو انني مواطن امريكي كيف سأحترم الواصل لرئاستي بعد كل هذا الرُّخص في الطرح؟
كيف سأثق في احدهم بعد ان كُشفت الأوراق امام الجميع؟
توصلتُ بعد هذا الهزل الذي شاهدته ان النظام الملكي هو نعمة عظيمة لا تُقدر بثمن
نُبايع مليكنا على السمع و الطاعة وهو يُبادلنا الإحترام و يسهل لنا سبل الحياة الكريمة
نُدين له بالولاء ويُبادلنا العطاء بعيدا عن التحزُّبات الشعبية و القلاقِل الإعلامية و الحروب الأهلية التي نراها في الأنظمة الإنتخابية
ثانيًا حقيقة ذلك المثال
إنخدعنا كثيرًا بالمبالغةِ في تصويرِ امريكا وكأنها نظام ملائكي خالي مِن الأخطاء
مُنزه عن التشوهات لا تتغلغل في داخله أيدي الفساد
وإذ بنا نُصدم بأمور لا نستطيع تصديقها إن لم نراها
تزوير في الأصوات وإتهامات للقضاء وإستغلال للإنسانية، تخيل ان يقوم مرشح بجمع أصوات المتوفين لصالحه مقابل حفنة من المال يدفعها لأهل المتوفي و يقوم الآخر بتعيين قاضية في المحكمة العليا من أجل تمرير الأحكام لصالحه،
هل يُعقل ان نظام يُثرثر علينا ليل نهار بحقوق الإنسان يستغل ازمة كورونا للوصول للبيتِ الأبيض؟
نعم يُعقل بعد ان شاهدنا بايدن وهو يُسيِّس كورونا ويعتمدها كعنصر فعال في حملتهِ الإنتخابية تأكدنا ان ارواح البشر لديهم ارخص مما نتصور
وفي الطرفِ الآخر بعد ان شاهدنا ترمب يُقلل مِنْ خطورةِ هذه الجائحة تأكدنا ان الأرواح ليست إلا سلالم ووسائل يستغلها صفوة الساسة في امريكا للوصول لغاياتهم
اين ذهبت حقوق الإنسان اين ذهبت الاحترازات الصحية؟ كلنا نعلم أن بايدن استغل عواطف الناس و مشاعرهم حينما قرر أن تكون أصوات المنتخِبين عبر البريد نعلم أن في هذه الخطوة تمويه سياسي و ايحاء مفاده ( اخاف عليكم من الفايروس )
إكتشفنا ان حقوق الإنسان ليست الا شعارات رنانه وخُطب عصْماء لا يعرفون معناها الحقيقي
بل يستغلونها لرفع اسهمهم والضغط على الآخرين بها
ثالثًا وهو الأمر الأهم
الحاقدين الأغبياء
اعظم نعمة يُهديك اللّه إياها هي نعمة العدو الغبي
الذي تُسيِّره احقاده ليوهم نفسه بأشياء لا اساس لها
لو ان المصائب تأتينا بقدر احقادهم وامانيهم لما سلم بشر في هذا الكون
ولكنهم لا يعون عظم المملكة العربية السعودية او يعونها ولكن لا يستطيعون هضم تلك العظمة لأنها تسبب لهم كدرً والم ووجع
كل ما جاء رئيس للبيتِ الأبيض انتظروا منه وعُوده التي يُطلقها ضد السعودية ويُصدمون بواقعِ يتنافا مع ما ذكره اثناء الحملة الإنتخابية
معلومة اود ذكرها للجميع
ثلاث دول لابد ان يُهاجمها اي مرشح امريكي اثناء حملته الإنتخابية
روسيا والصين والسعودية
هذا ما تعودناه منذ وقت بعيد
هناك لوبيِّات داخل الكونغرس الأمريكي يجب ان يرضيها المرشح اثناء حملته الإنتخابية حتى يثبت لهم انه يحمل في حقيبته الخارجية ملفات حساسة وخطط تقويض الاخطار المهددة لتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالمشهد الإقتصادي والعسكري
دائمًا المتصدر للمشهد يتوجس خيفة مِن القادمين مِن الخلف فيحاول ان يقوِّض ذلك التقدم وحصر المشهد له وحده
رأينا ذلك مع ترمب قبل اربع سنوات وبعد ان وصل للمكتب البيضاوي جاء صاغرًا للسعودية كأول دولة يزورها بعد توليه الحكم
وبِحنكة قادتنا استغلت السعودية تلك الزيارة واستثمرت فيها بعقود نوعية لم يتوقع احد ان تبرم
عقود إقتصادية وعسكرية جعلت المملكة تختصر مسافات الركود السابق وقطعها خلال مدة زمنية قصيرة
العدو الغبي الذي ينتظر مِن بايدن تنفيذ وعوده هو لا يعلم ان علاقات السعودية مع العالم بأكمله مبنية على الإلتزام والإتزان الرزين في العلاقة
حتى وإن حدث إختلاف في وجهات النظر ومد وجزر بين السعودية وأي دولة أخرى
تجد التنازلات تُقدم لنا إرضاء لعظمة المملكة العربية السعودية
لدينا حكومة تُلجم المثرثرون و تُخرِص الغَوغائِيون بِحنكة وحكمة لا يستطيع فهمها إلا الكبار
وفي الختام اريد توجيه ثلاث رسائل لأصحاب العقول الرزينة
لا إستقرار إلا بالملكية
ولا سوء سيصيب السعودية
وبايدن سيأتينا صاغرا
بقلم فيصل السفياني
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محب للوطن
2020-11-10 في 5:22 م[3] رابط التعليق
مع كل احترامي لك.. لكننا لك نخدع لأننا نعرف كذب كل ذلك مسبقا
ابو عبدالعزيز
2020-11-10 في 5:38 م[3] رابط التعليق
تلك الشتائم بين الرئيس والمرشح يقال لها ديمقراطية وحرية الرأي،نحمد الله على نعمة ولاة امرنا يحكمون بالكتاب والسنه وإحترام الإنسان اولا واخيرا
ميما
2020-11-11 في 3:09 ص[3] رابط التعليق
مبدع كالعادة أستاذ فيصل 👏👏👏
محمد عطية
2020-11-11 في 4:08 م[3] رابط التعليق
من واجبات المواطن اتجاه ولي الامر الاحترام وعدم تصغير ولي الامر نفسه
مانقول غير الحمدلله على نعمة الملكية
محمد عطية
2020-11-11 في 4:10 م[3] رابط التعليق
مبدع دوماً