(( أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ))
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب ، يلتقي نسبها مع الرسول صلى الله عليه وسلم عند مرة بن كعب .
وعائشة بنت الصديق هي زوجة الرسول والنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
أبوها هو : أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، أول من أسلم من الرجال ، وأول من صدق النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء والمعراج ، وأول الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وخير البشر بعد الأنبياء والرسل ، صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم ورفيقه وأنيسه في الغار .
وأمها هي : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سُبيع بن دُهمان بن الحارث بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
ولدت عائشة رضي الله عنها سنة سبعٍ ، وقيل سنة تسعٍ قبل الهجرة النبوية ، وتربت في بيت علمٍ وعزٍّ وشرفٍ وكرمٍ ، ونشأت نشأة إيمانية تمزجها روحانية النبوة وتلاوات القرآن الكريم .
خطب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها ، بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها ، وكان ذلك قبل الهجرة بعامين ، وتزوجها بعد غزوة بدر الكبرى ، وكان ذلك في شهر شوال من العام الثاني الهجري ، وكانت في التاسعة من عمرها على أرجح الأقوال .
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أعلم وأفقه النساء ، وكانت من أكثر الرواة للأحاديث النبوية ، وقد روى عنها الكثير من الصحابة وكبار التابعين .
كان لأم المؤمنين عائشة رضي الله عدة ألقاب منها :
حبيبة رسول الله ، عائش ، الحميراء ، ابنة الصديق ، الصديقة ، الموفقة ، الطيبة ، المبرأة ...
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقية زاهدة كثيرة الصوم والقيام والقراءة والتسبيح ، فقد روي عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : (كانت عائشة رضي الله عنها تصوم الدهر في السفر والحضر) .
وعنه أيضًا : (كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة رضي الله عنها لأسلم عليها ، فغدوت يومًا ، فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ قوله تعالى : {فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} ، وتدعو وتبكي وترددها ، فذهبت إلى السوق لحاجتي ، ثم رجعت ، فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي ) .
وقد تعرضت أم المؤمنين عائشة رضي الله لمصيبة كبيرة ، ومحنة شديدة ، وضائقة عصيبة ، وحادثة مفتراه من قبل كبير المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول ، حيث اتهم عائشة رضي الله عنها ؛ بأنها فعلت الفاحشة مع الصحابي صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه ، وأخذ ينشر الشائعة المفتراه حتى سمعها معظم أهل المدينة ، وقد أنزل الله تبرئتها من فوق سبع سماوات في آيةٍ تتلى إلى يومنا هذا ، قال الله تعالى : (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) .
سورة النور آية ١١ .
فأثبت الله براءتها ، وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وافتخرت عائشة رضي الله عنها بهذه الآية العظيمة ، التي أخرست ألسن المنافقين ، وأظهرت براءتها وعفتها .
مرضت أم المؤمنين عائشة رضي الله مرضًا مُضنيًا ، حتى شعرت أنه مرض الموت ، فأوصت بقولها : (أن لا تتبعوا سريري بنار ، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء ، وأن لا يصلي علي إلا أبو هريرة) .
توفيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، في يوم الإثنين السادس عشر من رمضان في العام الثامن والخمسين من الهجرة ، وكان عمرها يناهر ستة وستين عامًا ، وقيل سبعة وستين ، ودفنت في البقيع رحمها الله ورضي عنها .
بقلم
أ. مهدي جدُّه حكمي
* المراجع :
- لسان العرب لابن منظور .
- سير أعلام النبلاء للذهبي .
- الطبقات الكبرى لابن سعد .
- النهاية في غريب الأثر لابن قتيبة .
- الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني .
- حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للدكتور مسلم اليوسف .