كنتُ أروي فيك الأحداث
وكنتُ أُراجِع فيك الأبحاث
وسأسطِّرُ تأليفي كُلَّ ثلاث
لقد عَلَّمتَني أنَّ الحياة
هِيَ كُلُّها في الصَّلاة
فهي الفوزُ والنجاة
أَعْشَقُكَ لِحَدّ الجُنون
فأنت كأمي الحَنون
يا ليت أيامَك مِليون
هل ستعود يا رمضان ؟
رأيتُكَ مُهاجٍرًا كالطِّيور
في الكونِ ملأتَهُ بالنُّور
عبقًا وعطورًا وبخور
يا ليت ترجِع للوراء
وتُضِيءُ الأرضَ والسماء
ويعودُ الحُبُّ والإخاء
عندي أملٌ كالأغصان
فهل سَيؤوبُ بِيَ الزمان ؟
أَمْ ستكرِمُني في الريَّان ؟
هل ستعود يا رمضان ؟
لماذا أنتَ فائِت ؟
لماذا أنتَ صامِت ؟
لماذا نورُكَ خافِت ؟
قِفْ قليلًا يا محاق
فأنا لِبِدايَتِك مُشْتاق
ولْتَتْأخَّر في السِّباق
لَمْ أتوقَّعْ أنك ستَتْرُكني
فقد غَفَلْت وأغمضتُ جِفْني
فأصَابَني الوَصَبُ فاعذرني
هل ستعود يا رمضان ؟
سامحني إن خنتُ التعبير
فأنا في حُبِّك أسِير
ليتني معك أطير
لا تُوِدْعُني فلنْ أقبلْ
وحُبِّي لك لن يَتَبَدّلْ
فأنت دُنْيَتي والمستقبلْ
هل سَتَأْتِي من جديد ؟
فأنا مَعَكَ جَذِلٌ وسعيد
أَمْ سَتُعوِّضني بالعيد
هل ستعود يا رمضان ؟
عائدٌ في كلِّ عام
بعدَ شعبانَ التّمام
إنْ حِييتَ يا سَلام
قد صدقتَ القولَ فِعْلا
لكنْ يا رمضانُ مَهْلا
إنَّ عُمري ليسَ كِفْلا
أسألُ اللهَ المؤخِّر
أنْ يَمُدَّ العمرَ أكثر
في رِضَى المُقْتَدِر
تأليف أ. مهدي جدُّه حكمي