صدق الله حينما قال:
" أيّامًا مَعْدُوداتٍ"
بالأمس كنا نقول اهلاً رمضان
واليوم نقول مهلاً رمضان
وغداً نقول وداعًا رمضان
إكتمل الشهر وانتهت تلك الليالي الباذخة في الأجر والمعتقة برائحة العطر
تلاشت تلك الأيام الزاكية
وفارقناها بعيون باكية
وجاء العيد
إحياء شعائر الله واجب على كل مسلم
وعيد الفطر من شعائر الله التي امرنا فيها بلبس اجمل ثيابنا وإظهار الفرح وتبادل الزيارات بين الأصدقاء والأقارب
ذلك العيد الذي يأتي بعد شهر الصيام والقيام
كمكافأة ربانية على ما قدمناه لوجه الله طيلة ايام الشهر الفضيل
نرى الوجوه باسمة والبهجة تسيطر على جميع الناس
لماذا الجميع في هذا العام متلهف للعيد؟
كلنا نتذكر العام الماضي لم نستطع معايدة اهلنا واحبابنا الا عن طريق وسائل التواصل بسبب الحجر الصحي وحظر التجول الذي فرض بشكل عام طيلة ايام عيد الفطر الماضي
لذلك تجد الجميع الان مشتاق لتلك الأجواء وينتظر إعلان التلفزيون السعودي خبر ظهور هلال شوال
بمجرد ان تسمع محمد عبده يقول الليالي المقبلة فرح وسمر
والنسيم الحلو سلم عالزهر
تعرف ان العيد الان بدأ بشكل فعلي
لكل منا في مملكتنا الحبيبة عاداته الخاصة وطقوس اهله واهل مدينته او ديرته التي يقوموا بها في يوم العيد
نحن كجنوبيين في صباح اول ايام العيد وتحديدًا بعد الصلاة
نخرج بتلك الصحون و الأواني العملاقة المحملة بجميع ما لذ وطاب
انواع الأرز وانواع اللحوم احمرها وابيضها
اكلات شعبية مرشوشة بالعسل والسمن
وجبات دسمة لا نتناولها إلا في صباح اول ايام العيد فقط
كل بيت في تلك القرية او الحارة او الحي يخرج صحنه ويضعونه في سفرة طعام طويلة وممتدة على الأرض المفروشة بالسجاد
حتى يكتمل ذلك العقد الفريد مما لذ وطاب
والجميع حول تلك المائدة الخيالية يهنون بعضهم ويتبادلون التهاني والتبريكات
ثم يصدح كبيرهم بصوته الهادر
حياكم الله جميعًا
في هذه اللحظة ترى الجميع يحاول إستقصاد الصحن الذي لفت نظره اثناء وقت الإنتظار
وترى الاغلب يتنقلون بين الصحون حتى يرضون رغبة اعيُنهم وإسكات بطونهم
لحظات جميلة لا يعرفها الا من عاشها
ولكن في خضم هذه الأزمة التي يمر به العالم لا نستطيع ان نمارس تلك العادة إلا في منازلنا
داخل ارواق مجالس العائلة
ربما في الأمر قليل من اللذة التي تكون في الصورة الاولى
ولكن تبقى اللذة موجودة حتى يزيل الله عنا هذا الوباء ويرفع عنا البلاء
الأطفال
حينما تقول عيد لا شك ان اول صورة تظهر في مخيلتك طفل يبتسم وهو يرتدي اجمل ملابسه
نعم يستمتع الأطفال بالعيد اكثر من الكبار
حلاوة العيد والعيديات والهدايا والفعاليات اغلبها تكون للأطفال
حينما يرتدون ملابس العيد ويجدون الفرح في جميع جنبات المنزل يشعرون بتلك السعادة التي كنا نشعر بها ونحن صغار في ذات الموقف
لا استطيع وصفها ولكن حينما كبرت عرفت اننا نحن الكبار حتى وإن كنا فرحين في تلك اللحظة الا اننا نحمل بين ضلوعنا هموم وتشغلنا إلتزامات الحياة لتحجب جزء من تلك السعادة
اسأل الله ان يبلغنا عيد الفطر المبارك وان يتقبل صيامنا وقيامنا
وان يعيده علينا اعوام عديدة وازمنة مديدة
وكل عام وانتم بخير
بقلم | فيصل السفياني
التعليقات 1
1 pings
ابو عبدالعزيز
2021-05-12 في 1:16 ص[3] رابط التعليق
اللهم ارفع عنا الوباء ، واحفظ المسلمين وتقبل منا ، وتجاوز عنا يا أرحم الراحمين