يقول الحق سبحانه في كتابه المنزل ( وقضى ربك الاتعبدوا الاياه وبالوالدين إحسانا )الايه وقال سبحانه (وماخلقت الجن والإنس الا لعبدون ) الايه ومفهوم الايات الكريمه وضوح حكمة الله في خلقه الثقلين وهي لعبادته جل وعلى وليس لشئ اخر وهي اجل واعلى الحكم التي خلقنا الله من أجلها ومن كبر عظمتها ورفعتها قد اقرنها رب العالمين بطاعة الوالدين والإحسان اليها فأي منزله اغلى وأعلى من طاعة الوالدين هذه ومع هذا فاننا نسمع ونقرأ من الاخوة الفضلاء ودعاة الوعظ الكثير من الاعتناء بأحدهما وتناسوا الآخر يذكرون الأم الوالده وبلا شك ان لها فضل عظيم ويعتنون بها ويبكون من أجلها وهذا شي مطلوب وامر في غاية الفضل والإحسان ورد المعروف لكنهم لايتكلون عن الأب حتى في مقاطع اليوتوب وكل المقاطع الوعظيه ولو نرجع لكتاب الله المنزل لوجدنا ان الله قد ذكر الوالدان الأم والأب معاً .
صحيح ان الأم لها تقدير واحترام وفضل كبير الا ان الاب كذلك له الفضل و يجب احترامه وتقديره بل انه فرض ولكننا لانرى من يتكلم عنه والله يقول ( وبالوالدين إحسانا )
ان الأب هو الأصل وهو حامل الاسم واللقب والنسب وهو الذي يتعب ويشقى من اجل راحة الأبنا وأمهم معهم هو من يتحمل المشاق وهو من يخاطر بحياته من اجل اسعاد الأسره كلها ومن الذي يحمل ويتحمل هموم الأسره غيره .
أعود واذكر ان الأم ليس لها جزاء الااذا أمتن عليها الله بالجنة وان لها فضل كبير وان الأب كذلك لكننا لانرى اونسمع من يمجده ويعطيه حقوقه في بعض الأسر المجتمعيه وعلى معظم المنابر والوسائل الأخرى
ان أفضل البر هو إحسان الأبناء لابائهم وان بر الأب هو روح وحياة وراحة بال من الولد لأبيه وهل جراء الإحسان إلا الإحسان
ان البر بالوالد احد أبواب الجنة واوسطها كما ورد وان كل معروف هو دون معروف الأب مهما كان ذلك ان إحسان الاباء لابنائهم كان مقدماً وسلفأ مسبقاً لا يوازيه الا إحسان الأنبياء والرسل لاقوامهم حينما كانوا يدعونهم إلى توحيد رب العالمين وإلى ما اوجبه الله على الخلق وخلقهم لأجله وان بر الأبناء لابائهم فرض على كل انسان
ومن هنا سوف اذكر امثله لبعض صور البر التي ذكرت في كتاب الله من بر الرجل لأبيه فنجد ان ابراهيم عليه وعلينا نبينا الصلاة والسلام حينما كان يحاول في هداية والده للاسلام حينما قال ( ياابتي اني قدجاءني من العلم مالم ياتك) وقال له بكل تأدب وخضوع ( اني اخاف ان يمسك عذاب ) وعندما يأيس منه وعرف انه لن يسلم لم ينصرف عنه بل دعاء له وقال (سأستغفر لك ربي أنه كان بي حفيا)
ان ادب ابراهيم عليه السلام مع ابيه وأدب إسماعيل عليه السلام مع ابيه حينما
قال( اني ارى في المنام ان اذبحك) قال(( يا ابتي أفعل ماتؤمر ستجدني ان شاءالله من الصابرين)) انها رسائل وصور خالده إلى ان يرث الله الأرض ومن عليهآ لبر الأبناء لابائهم وان بر الولد لأبيه حق مستحق لايقبل فيه النقاش .
وبقي لي ان اذكر لمن يعلم ومن لايعلم ان الأب مصدر العزة والقوه والمنعه وان الأب سند وعزه وزيادة في توضيح مكانة الوالد انه لايريد اويتمنى اويسمع أن يكون احداً أفضل منه الا ابنه أفلا يستحق الفضل والاحترام والعرفان
ان الأب رجل عظيم في حياة الابن وهو بمثابة سنوات عمر الانسان التي لو أنتهت لاتتعوض ومع كل ماذكرته ومالم أذكره عن الأب اكبر ومع ذلك فإن الأب لايريد الا اسعادك ويتمنى لك الخير كله أفلا يستحق الوفاء ورد الجميل وليعلم القارئ ان الاب أسد العرين وانه سور الصين العظيم حامي المنزل كله وهو المرجع وهو القائد وهو المدير العام ان الأب يريد الوفاء ورد الجميل فقط وليس البر والوفاء كمايفعل بعضهم بأن يقبل رأس والده على الماشي ويظن انه قد بر بأبيه.
ان الأب يستحق الوفاء ورد المعروف والجميل جنباً إلى جنب مع الأم والا نفتح احد دفتي الباب ونترك الأخرى مهمله ولانهمتم بها لانه ليس من الإيمان ان نحترم ونعظم الام ونترك الأب ففي الحديث عن رسول الله إلينا قوله ففيهما فجاهد الايات القرانيه لم تفصل بينهما.
أعود واكرر ان للام فضل ومعروف وجميل لاينسى ولايوفى لكن ليس عل حساب عدم تقدير واحترام واجلال والاعتراف سرا وعلانيه وظاهرا وباطنا بحقه وحقيقته وتبيان فضله الذي أمر به ربنا عزوجل وامرت به الفطره السليمه والقيم والاعراف النبيلة وشيم الرجال.
ان الاب له كل الفضل بعد الله على الابناء ومع ذلك فانه لايريد الا الوفاء بالاقوال والاعمال وبكليهما بديهياً واطباع وجبله وكرامةواستحقاق.
الاب رجل لن يتكرر في الحياه ولن يعوض عنه احد ولن يسد فراغه احد وهو الوحيد الذي يتمنى ان يكون ابنه أفضل كل هذا الفضل فانه لايريد الا من الأبناء الوفاء له والصلاح لهم أليس يستحق التمجيد والمحبه والرعاية والاهتمام والحرص على تلبية رغابته وكل شؤونه فلماذا يكون البر والإحسان في بعض الاحيان للوالدة دون الوالد. اعيد واكرر ان الأم كذلك تستحق كل الاحترام وبذل الروح من اجل رضاها وكذلك الأب بنفس الاستشعار والمحبه قولاً وفعلاً وطاعه وانقياد واستسلام وبكل تفاني واخلاص حيث ان الله قد أمرنا في القرآن الكريم بالبر والصله والإحسان والرعاية وفائق الأحترام ذهني وعملي لهما جميعا وكذلك جاءت به سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي الفطره السليمه والتربية الصحيحة والواجب المقدس..
ودمتم سالمين
بقلم | حامد عطيه الحارثي