قال تعالى : {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}
تنتشر في هذه الأيام عدد من التعليقات ومقاطع الفيديو .. والتي تختص بالأمور الدينية والشعائر كالأدعية والزيارات وفضل آل البيت ع
على أساس ذلك من باب الطرافة والفكاهة
وبما أن البعض بدل من أن يجعل من برنامج الواتساب منصة تنويرية للفكر والعقل والبصيرة
والاستفادة من مختلف العلوم الثقافية تجد أن الكثير جعل منه موقع للسخرية والهزل والاستخفاف
حتى تعرض البعض للقضايا الدينية
قال تعالى :
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}
حيث وصل الأمر بالمساس بالثوابت والقيم الإسلامية وخاصة النيي وآل بيت في بعض المقاطع والتي أصبحت تنتشر وتداول ، وبين المسلمين على وجه الخصوص مع الأسف
ويمر الأمر على كثير من المؤمنين وكأنه أمر بسيط جداً لا مشكلة فيه ولا إثم دون أي استنكار يذكر أو اعتراض أو احتجاج
فعلى الأقل من باب استنكارا للمنكر لا يجب أن يرسل
ولم يكتفي الكثير بمشاهدته والضحك عليه بل أسوء من ذلك يقوم بإرساله بقصد النكتة وإضحاك الآخرين ولا يعلم ذلك المسكين أنه مأثوم على ذلك قال تعالى :
{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ..}
كان آخرها مقطع لشخص عراقي يسيء يسخر ويستهزء بجزء من دعاء عظيم الشأن وهو أحد الأعمال العظيمة التي تؤدى في ليلة القدر المباركة
علما إن المقطع فيه خطاب ونداء لله تعالى وهذا أدهى وأمر حيث يحملنا ذلك مسؤلية كبيرة تجاه مانسمع وما نقرأ ومانرسل
فلسنا بهذا الجهل ولسنا بهذا المستوى المتواضع والذي تحولنا فيه من أداة فكر وعلم إلى أداة نسخ ولصق دون أدنى وعي أو تفكير ..؟ وسبق وسمعنا مقطع يسخر ممن يقول يا محمد يا محمد وهو نداء استغاثة بالله تعالى والنبي ص ، وهناك من يصور مقطع صلاة فيلعن آخر ثم يعود لصلاته ، وآخر يصور من تصلي فلا تعرف ركوعها من سجودها؟
وهناك من تطلب إلغاء قوامة الرجل على المرأة ، وهناك من يسخر من ثبوت هلال العيد من دولة لأخرى
لذلك أحبتنا نحتاج لإعادة النظر في طريقة استخدامنا لوسائل التواصل ومحاولة الوقوف على مناطق الخطأ فيها
خاصة حول ما يتداول فيها سياسي كان أو امني أو طائفي وأيضا ما فيها من هزل ولعب فليس كل ما يطرح صالح للنشر استمع واقرأ واجعله يقف عندك؟
بل بعضها قد يحملك مسؤلية كبيرة لا تحمد عقباها سواء كعقوبة أمنية أو غضب من رب العالمين يحل علينا ..
والخوف أن تنتقل هذه الأفكار السلبية إلى جيلنا الصغير وفلذات أكبادنا
حيث نرى الوازع الديني بدأ يقل لديهم
وقد لاحظنا ذلك في أكثر من اتجاه وأكثر من صورة دون أدنى اهتمام بقيم ومباديء الدين واتباع النبي وآل بيته وصحابته الكرام على وجه الخصوص
قال تعالى {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ..}
وإن بقينا على ذلك سوف تضيع كل القيم والمثل والأخلاق التي حرص عليها ديننا الحنيف ، وسوف ينتشر كل ماهو سيء ورديء ،وعندها يصعب حل المشكلة وعلاجها..؟
والسلام خير ختام .
بقلم
| سلمان أحمد الجزيري