ها أنا أسأل نفسي هذا السؤال وانا قد اقتربت من سن الأربعين.. الذي قال فيه رب العالمين..(( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) آية واحدة تكفى عن كتابة مئات المقالات.. في هذا السن هل أدركت معنى النعم التي تحيط بي؟ هل أدركت النعم التي تحيط بوالدي؟ هل استشعرت بالنعم من حولي هل أدركت ان اهم واعظم النعم هي معرفة الله حق المعرفه بحيث تتساوى عند المؤمن النعم والنقم بالرضا والحمد والقبول والشعور بقرب الله... يااااكم من نعم لم يشعر بها الإنسان الا اذا فقدها.. فقف في هذه اللحظة وقفت المتدبر لنعم الله الشاكر لربه والحامد له فأن ربنا كريم يكرم كل من عرف نعمه وشكره وحافظ عليها.. فاللهم لك الحمد على كل نعمة انعمت بها عليا وتفضلت بجودك وكرمك ياألله.. ثم بعد مااستشعرت نّعم الله فيك دبت في قلبك الأنس والفرح والطمئنية والتفاءل بأن كل ماعند الله خير وأبقى وسيعوضك فيما فقدت.. وبعد كل ذلك اجتهد واحرص على طاعة الله واتبع الحسنة الحسنة فإذا فرغت فاانصب والى ربك فاارغب.. ماأعظم ذاك الشعور الذي تشعر به في وسط الضيق بقرب الله وتناجيه وتبتهل اليه.. فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها... ثم الآن يأتي دورك في تربية أبنائك بالذات في هذه الأيام... فالقابض على دينه كالقابض على جمر.. اغرس فيهم حب الله ورسوله اسسهم على العقيدة الصحيحة ربي فيهم المكارم والأخلاق الحسنة.. وقبل ذلك ادعوا الله لهم بالصلاح وكن صالح في نفسك فصلاح الآباء صلاحٌ للابناء... واخيرا جدد علاقتك بالله جدد التوبة واسلم نفسك لله ولا تخف من غدا فأن كنت مع الله هان عليك كل شيء وسُخر لك الأرض ومن فيها.
بقلم | أ. عهود الحربي