ما أصعب الفقد على كل نفس وما أصعب أن تفقد أي أسرة رجلاً كبيراً له اسمه وله ثقله وحجمه واحترامه لدى الجميع حيث يترك ذاك الرحيل أثراً أليماً مليء بالحسرة في نفوس أبناء هذه الأسرة لا سيما إذا كان هذا الرجل ممن يملك سمعة كبيرة ومكانة عالية بين أفراد المجتمع لا يختلف عليها اثنان
ذلك هو الفقيد السعيد المرحوم الحاج الأستاذ حسن علي الجزيري أبو الشيخ ياسين .. حيث كان يتصف بالحكمة ، وحسن الخلق ،وبعد النظر طوال سيرة حياته
فهو ابن سماحة العلامة الشيخ حسن الجزيري وأخو العلامة سماحة الشيخ عبدالحميد رحمهما الله برحمته وهو أخ للعلامة سماحة الشيخ محمد الجزيري أبو جعفر قاضي الأوقاف والمواريث في المحكمة الجعفرية بالاحساء حفظه الله تعالى
ولا شك أن سيرة آباءه واخوانه الكرام الطيبين كان لها الأثر البارز في مسيرة حياته وهم معروفون بأنهم أهل علم وفضل حيث كان أبو ياسين صاحب كلمة نافذة ، وراي سديد سواء في عمله أو بين أفراد مجتمعه بما يملك من فكر وعقل واعي
ويأتي تأثير الفقد على جميع من عرفه من كون هذا الرجل هو صاحب سمعة وعزة ومنزلة لهذه الأسرة أولاً بما يملك من مواهب وعطايا ربانية وبما قدم في حياته وعمل خلال مسيرة طويلة الأمر الذي جعل له مكانة مرموقة بين أفراد المجتمع وكونه يمثل قدوة صالحة طيبة لكل من تعامل معه من قريب أو من بعيد
وقد لاحظته شخصياً في وفاة ابنه الفقيد الشاب الدكتور محمد كان صابراً مؤمناً محتسباً لم يتأفف أو يتحسر ولم يغضب ، ولم ينفعل بل كان صاحب كلمة طيبة فدائما يقول لله ما أعطى ولله ما أخذ .بل كان يصبر الآخرين حين البكاء عليه فقط كان يتأسف على خسارة المجتمع له ولأمثاله لعلمهم وعطاءهم
وكان صديقاً وفياً لوالدي المرحوم أحمد الجزيري أبو شهاب رحمهما الله جميعا حيث بعد وفاة الوالد ابتعد عن زيارتنا فترة طويلة لكونه لا يستطع أن يرى مكانه خالياً ، وكان يردد ويقول صعب أن تجد مثل عطاءه الأخ العزيزأبو شهاب..!! سواء في أيامه أو في هذه الأيام حيث كان أشد الحرص على تعليم الناس ، وأنا ممن يقوم بايصالي للمدرسة وارجاعي للمنزل رغم بعد المسافة .
وكان الفقيد السعيد رحمه الله معلماً متميزاً طوال سنوات حياته ويعد من خيرة معلمي محافظة الأحساء بعد خدمة طويلة قضاها في التعليم ولأكثر من ٣٥ سنة ثم تقاعد وظل يعمل في خدمة المجتمع وخدمة جميع المؤمنين متى ما اتيحت له الفرصة حسب ماينقل عنه
وقد عرف عنه أنه كان حريصاً على تقديم أعمال الخير ، والدعم للجمعيات الخيرية من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين .
وكان مؤسساً ومديراً لجمعية العمران الخيرية وهي بلا شك في ميزان أعماله وحسناته وبذلك كان ختام آخر أيام حياته ، وكانت مسك الختام رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وإنا لله وإنا إليه راجعون .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سلمان أحمد الجزيري