الإلتباس هو ان تتشابه عليك الامور دون ان تستطيع ان تفرق بين الامرين فيشكل عليك التمييز بينهما
قد يعذر الإنسان إذا جهل التفريق بين ذلك اللبس ولكن من الواجب عليه ان يبذل كل الجهد لتفادي الوقوع في المحظورات ظنًا منه بأنه يسلك طريق الصواب وهو عكس ذلك
يقول الله تعالى
"" إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " "
يجب ان نضع هذه الآية نصب اعيُننا كلما انفقنا واكرمنا
يحث الدين على الكرم والإيثار ولكن كل شيء بعقل وحكمة
لا تجعل يدك مغلولة لعنقك كما اوصانا الله تعالى
ولكن ايضًا لا تبسطها كل البسط
إذً هي الوسطية
تلك الصفة التي لو طبقناها في جميع امور حياتنا ومعاملاتنا لأصبحنا من اكثر الناس نظامً ومثالية
نحن العرب يجري الكرم في عروقنا
ولكن ليس منطقًا ان تسرف وتنفق فوق الحاجة لمن تريد إكرامه ولمى تريد إنفاقه
كل إنسان يستطيع ان يعطي ويبذل ويكرم بالمعقول
وبالقدر الذي يبيض فيه وجهه ويعبر به عن فرحه بقدوم ضيفه دون إسرافاً ودون تبذير وتكلف
حتى في حياتنا اليومية اغلب اكلنا يرمى في سلال النفايات
لا نعرف كيف نتقن هذا الفن العظيم
الذي ينجينا من سخط الله ويكفينا شر الاقدار
فالحياة دولاب سريع الإنقلاب
قد يبدل الله نعمته عليك لنقمة إن لم تحافظ عليها
للأسف كلنا لسنا منزهين عن هذا السلوك الغير سوي
تأملوا معي
نحن نستطيع ان نميز بين جميع الامور
نستطيع ان نضع مقدار بدقة لكل امور حياتنا
الا الطعام
لم نتعب انفسنا في معرفة المقدار الذي يكفينا
لأنه متوفر بكثرة ولا يهمنا إن زاد او نقص وهذه هي المشكلة
لم نفقد الشيء حتى نشعر بقيمته
ولكن تبقى لنا ضمائر يجب ان تكون حية
تريد ان تتأكد من مبالغتنا في التبذير وان اغلب اكلنا موجود في حاويات النفايات؟
سألت نفسي هذا السؤال
لماذا دائمًا تكون حاويات النفايات لها روائح كريهة جداً؟
وتوصلت لأن الحاويات مليءة بالاطعمة التي لم تستهلك لذلك تتغير رائحتها مع تعفنها فتصبح خليط من الروائح الكريهة للاكل المتعفن والعصائر والالبان
لذلك تصبح روائح حاوياتنا كريهة (اعزكم الله)
وتوصلت لمعلومة تقول ان في اليابان يمنع رمي الطعام في هذه الحاويات ومن يقوم بهذا الفعل يغرم وتلصق على حاويته مخالفة مالية تضاف على فاتورة الكهرباء
لذلك تجد حاوياتهم تخلو من الروائح الكريهة
لذلك يقوم الاهالي في اليابان بوضع طعام بقدر العائلة الموجودة في ذلك البيت ويقوموا باكل جميع ما يقوموا بطبخه ومن ثم ترمى نفاياتهم خالية من الطعام والشراب
وفي ذلك الامر حفاظ على البيئة وحفاظ على الغذاء وعدم إسراف في المال
تخيلوا معي لو طبقنا هذا النظام واصبح قانون معمم في بلادي
من المفترض ان نكون نحن المسلمين اولى من الاجانب واصحاب الديانات الاخرى في هذا الامر
نظافة وعدم تبذير وحفاظ على المال وعلى البيئة
نستطيع ان نكرم ضيوفنا دون تبذير ودون إنتقاص في مكانتنا ومكانتهم
مظاهر التبذير تتجلا بشكل كبير
وفي اخر الشهر او حتى في منتصف الشهر تصبح جيوبنا خالية من المال
ونتساءل اين ذهبت اموالنا؟
ببساطة لم نتقن التعامل مع دخلنا
لو كل شخص اتقن فن الإدخار وابتعد عن التبذير لسيطرنا على دخلنا حتى وإن كان يسير
تذكر ان الله لا يحب المسرفين
عود نفسك بشكل تدريجي ان تقتصد في تبذيرك وإسرافك حتى تصل لمرحلة التمام
لا اقول بخل او حرمان
بل حكمة وإحسان
بقلم فيصل السفياني