إني أخاطبك أيتها المرأة العربية المسلمة.. من أنتِ؟ إنه سؤال تحتاج الإجابة عليه عشرات الكتب ولكن سنكتفي هنا ببعض ما ميزك الله به عن غيرك حيث ذكرك في أفضل كتبه المنزل على خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم بالاسم وفي أسماء سور القرآن الكريم وبيّن مواطن تكريمك أمّا وزوجة وأختا وخالة وعمّة....الخ ، فحفظ لك كرامتك وصانك وأوصى بالاهتمام بك وعدم ظلمك ، فكانت منذ بدء الخلق تسكن حواء مع آدم في الجنة ثم في الأرض وقد أتى الإسلام برفعتك وتكريمك ما لم يأت به دين سواه و أوجب لك حق الرضاعة والرعاية وأنت قرة العين و ثمرة الفؤاد لوالديك وحين تكبرين تحيطك الأسرة بالحب والغيرة والخوف عليك فلا يٌسمح بأن يمتد إليك أذى ، وعندما تكونين زوجة فقد أصبحت لك مملكتك الخاصة ولسان حال الزوج (خيركم خيركم لأهله ) وأن أصبحتِ أمّا
فقد أقترن برّك بحق الله تعالى وعقوقك والإساءة إليك مقرونا بالشرك بالله والفساد في الأرض وكذلك الأخت والعمة والخالة والجدة ...فعلى الجميع إكرامك ومواصلتك والغيرة عليك وهذا مامضت
عليه الأمة المسلمة، كما كفل الإسلام لك حق التملك والبيع والشراء وجميع العقود و كفل لك حق التعلم والتعليم بعيدا عما يخالف الشريعة وأوضح لك الحقوق و الأحكام التي تختصين بها دون الرجل وسنتناول كل مايهمك في هذا الجانب في المقالات القادمة .
وبنظرة خاطفة إلى ما وصلت إليه المرأة السعودية اليوم من نجاحات وتقدم على مستوى العالم وهي ملتزمة بعقيدتها وهويتهافقد ساهمت في نهضة الوطن في جميع المجالات وهذه الثقة التي تحفزها نبعت من فكر قيادة هذا الوطن العزيزحيث هيأوا للمرأة كل ما تتميز به قريناتها في العالم فأثبتت وجودها وكانت على قدر كبير من التحدي والتميز في جميع المجالات ..و لنا معك أخيتي هنا وقفة: بما منّ الله عليك من تكريم ورعاية في دينك و في وطنك فكوني أهلا لذلك (وأنتِ كذلك) واجعلي من نفسك ومنزلك وأسرتك قلعة حصينة ضد كل ما يفكك هذه الأسرة وقيمها وثوابتها والمحافظة
عليهم في دينهم وفكرهم وصحتهم وتوجهاتهم مكملة بذلك لٌحمة المجتمع وقوته لنكن جميعا صفا واحدا في وجه كل عدو يحيك مؤامراته لهذا الكيان الكبير والشامخ والعزيز بإذن الله فاحمدي الله على الإسلام والقيادة الرشيدة والأمن والرخاء.