الفيس بوك وأخواته الشقيقات، وفي قول آخر غياهب الجب، مدينة كبيرة، واجهتها عطور وأزهار ومناظر طبيعية، وبوابة شامخة يشعر الداخل منها انه الشخصية المنفرد، وأنه الأفضل، وتبدأ جولتنا في مدينة الفيس بوك، وأيضا في قول آخر، التيس وأغنام بوك أو كتاب التيس والأغنام .
دخلنا من تلك بوابة الفيس الجميلة فوجدنا الحارس الأمين لديه المعلومات، والحصافة والذكاء والمعرفة، فيدرك هل القادم تيس يبحث عن ماعز، أم فكر يبحث عن عظمة الأفكار وتبادل المعلومات وغذاء الروح.
فإذا كان القادم تيس قال له أدخل من جهة الشمال فسوف تجد الأغنام ، وإذا كان القادم فكرا وروحا ، وقف له بإحترام وقال له أدخل من اليمين، وكل واحد من أصحاب اليمين الشمال سوف يجد بغيته التي من أجلها جاء.
أما منطقة اليمين فلن نبقى بها طويلا لأن الأفكار توضح الرقي والعلاقات الإنسانية وتدوال المعرفة بكل إحترام، مبادئها ملتزمة بمقولة تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين، لكل فرد فيها خط أحمر لن يتمكن أحد أن يخترقه لئلا تصيبه الحروق أمام الجميع، فيها من السيدات بكل الأعمار، فيها من الشابات بورود عطرة، وأيضا يقابلها الرجال وكثير من الشباب، فيها من العلوم المتنوعة الجميلة فهي كتب متنوعة وتجارب الحياة، وتبادل الثقافات، وترويح عن النفس ببعض الفكاهات، ومعرفة العلوم الجديدة والأخبار وتسأل بها عن الجديد فتقف عند هذا وتتجول في كل ركن من الأركان.
ولئلا نتجمّل بالكذب فداخل منطقة اليمين ربما تتلاقى بعض الأرواح بآدابها وإحترامها وتزحف المشاعر لتلتقي مع بعضها وقد تكون نهايتها سعيدة بما يقرره الطرفان، فالإنسان يبقى إنسان يحمل الفكر والعقل والنفس ويترأس الموقف الروح، فإذا تلاقت الأرواح بعنفوان أدبها فلن تتدنس منطقة اليمين من تلك اللقاءات، ونترك روعة منطقة اليمين في الفيس بوك، أو وجه الكتاب الجميل، ونتوجه إلى منطقة وجه التيوس أو التيس بوك وفي قول آخر إلى غياهب البوك، فهيا بنا لابسين النظارات السوداء والكمامات المعطرة لسؤ رائحة ذاك المكان .
وندخل الآن لمنطقة شمال بوابة التيس بوك وفيها التيوس بأعداد كبيرة ولكن أنثى التيوس بوك أكثر عدد ممن جاء من التيوس الذين يبحثون عن الأغنام التي تجملت بالكذب فوضعن صور مزيفة من صور أنواع جمال السيدات الخمس، الشابه، والجميلة، والجذابة، والفاتنة، والمغرية، ومع تلك الألوان اعتقد التيس انها مجموعة خضروات وبحث بفمه فتبعثرت تلك الخضروات واكتشف انها ليست هي صاحبة الصورة بل سرقت صورة لتجلب التيس ولكن التيس هرب للبحث وسط أغنام أخرى.
وأعتقد بعض التيوس انهم وجدوا بغيتهم ومضى الوقت سهرا ورقصا ومتعة وربما سُكرا، وتعبت الأجساد ونام الجميع في الأحضان، ومضت الساعات ليصحو التيس وينظر من يعانقه فيصرخ خوفا وزعرا، خالي انت خالي كيف جئت إلى هنا، لكن لم يكن صاحب العناق خاله بل كانت الماعز الجميلة اول الليلة فوقع من وجهها كل ما كان ملتصقا بصورة مؤقتة، فصرخ التيس طالبا من الماعز أن تغادر تلك الزريبة، وعاد يتفحص بقية الأغنام، ومازال البحث جاريا، فهل يجد بغيته مع بقية التيوس بين مجموعة الأغنام ، أم يعود لتغيير المسار ويصبح احد اعضاء منطقة اليمين ويلتقي مع جمال الروح ، وهناك يجد الرقي وتلاقى الأرواح، ومتعة الأفكار، وأيضا متعة التجوال في متنوعات المعرفة الجادة، والطرافة والفكاهة في ترويح النفس، تلك هي منطقة الفيس بوك بأصحابها في رقعة اليمين، وتيوسها وأغنامها في رقعة الشمال، إنه موقع الفيس بوك بين اليمين والشمال.
بقلم
الكاتب: طلال عبدالمحسن النزهة
التعليقات 2
2 pings
Abdulhadi Khayraldeen Elyas
2021-07-25 في 5:42 م[3] رابط التعليق
وسائل التواصل سببت للكثير التباعد الاسري والاجتماعي وقد لوحظ حتي المناسبات الاجتماعية وجود الناس دون تجاذب الحديث والاغلب عينه علي الجوال يكتب ويشاهد
اللهم ألهمنا رشدنا
(0)
(0)
حنان عيسى
2021-08-07 في 11:42 م[3] رابط التعليق
السوشيال ميديا أصبحت كلها فضايح معظم الناس يستخدموها لنشر حياتهم الشخصيه ومشاكلهم
(0)
(0)