العلَّامة حافظ بن أحمد الحكمي
هو : أبو أحمد حافظ بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن مين بن علي بن مهدي بن أحمد بن حسين بن علي بن صغير بن علي (أبوشملة) بن محمد بن علي بن عبده بن عبد الهادي بن صديق بن طاهر بن أبي القاسم بن علي بن محمد بن أبي بكر الحكمي (الأصغر) بن محمد بن علي بن عمر بن عثمان بن محمد بن أبي بكر بن عبدالله بن عبدالواحد بن أبي بكر الحكمي (الأكبر) .
والحكمي نسبة إلى الحكم بن سعد العشيرة ، وسعد العشيرة هي قبيلة عريقة من قبائل العرب القحطانية ، عرفت باسم جدها : سعد بن مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
وسعد العشيرة من أهل العصر الجاهلي ، من سكان شبه الجزيرة العربية ، واشتهر بهذا الاسم ؛ لأنه كان له عدد كبير من الأبناء والأحفاد ، وقيل أنهم تجاوزوا الثلاثمائة رجل ، فكان إذا ركب أو مشى معهم سألوه : من هؤلاء ؟
فيقول : هؤلاء عشيرتي ؛ مخافة العين والحسد .
* مولده :
ولد الشيخ حافظ الحكمي في اليوم الرابع والعشرين من رمضان من عام ألفٍ وثلاثمائة واثنين وأربعين للهجرة ، في قرية السلام ، والتي تحول اسمها إلى قرية الخمس في عام ١٣٩٥هـ ، وقيل في عام ١٣٩٦هـ ، وهي قرية تقع شرق قرية المضايا المشهورة (مركز الحكامية) وتقع على الخط العام ما بين مدينة جيزان ومدينة أحد المسارحة .
* زوجاته وأولاده :
الأولى : نورة بنت عبدالله القرعاوي ، وخلفت له : أحمد وعبدالله .
الثانية : آمنة بنت حسين النجمي ، وخلفت له : نورة وفاطمة وعبدالرحمن .
الثالثة : فاطمة بنت علي صديق عريشي ، وخلفت له : محمد وآمنة .
* وقد جمع الشيخ حافظ بينهن في بيت واحد .
* نشأته :
تربَّى الشيخ حافظ تحت رعاية والديه في قرية السلام ، ونشأ نشأة دينية وصالحة ، فقد علمه والده الصلاة وهو صغيرٌ ، فكان محافظًا على أدائها في وقتها ، فأثرت فيه الصلاة ، فكان ورعًا تقيًّا صادقًا ، شبَّ على حسن التعامل وحب الآخرين واحترامهم .
* صفاته :
اتصف الشيخ حافظ بالذكاء منذ نعومة أظفاره ، فقد برزت فيه ملامح النبل والفطنة والفهم .
كان الشيخ حافظ مليحًا طيب النفس حسن الخلق نقي السريرة ، هادئًا بشوشًا حييًّا عفيفًا ، كريمًا محسنًا حليمًا شهمًا رزينًا مهابًا ذو حظوة وقبول .
* وحينما نَوَّلَ الشيخ حافظ السابعة من عمره ، سجَّله والده مع أخيه الأكبر محمد في مدرسة لتعليم القرآن الكريم بقرية الجاضع ، فكان الأسبق على أقرانه وزملائه في المدرسة .
* كان الشيخ حافظ بارًّا بوالديه مطيعًا لهما ، وقد كانا يرسلاه لرعي أغنام كانت لهما في ضواحي وادي الخمس ، وكان يستغل الوقت الذي كان يرعى فيه بالأغنام في قراءة القرآن وبعض الكتب الدينية .
* حفظ أبو أحمد القرآن كاملًا وهو لم يتجاوز الثانية عشر من عمره ، كما حفظ متون الأحاديث والتفسير والتوحيد والفقه والفرائض .
* وقد بقيت أسرته منتقلة بين قرية السلام وقرية الجاضع (تبع مدينة صامطة) ؛ طلبًا للرعي والمعيشة ؛ لأن الأمطار كانت تقع على مناطق محددة - هذا أولًا ، وثانيا ؛ لخصوبة الأراضي الزراعية هناك .
* وفي عام ألفٍ وثلاثمائة وثمانية وخمسين للهجرة ، جاء العلَّامة الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي ؛ لتعليم الناس ونشر العلوم الشرعية ولتعديل الأخطاء التي كان يقومون بها ؛ لتفشي الجهل حينذاك .
استقر الشيخ القرعاوي في مدينة صامطة ، وأسس مدرسة صامطة السلفية ، وجاءه معظم أبناء المنطقة من كل صوب ولوب ؛ طلبًا ورغبة في تعلم العلوم النافعة .
ولما سمع الشيخ حافظ بوجود العلامة عبدالله القرعاوي في صامطة ، استأذن والده في الذهاب إليه ، فسمح له والده ، وهناك التقى بالقرعاوي ، فتعجب من نجابته وفطنته ، فأرسل لوالد الشيخ حافظ أن يسمح له بالتسجيل في المدرسة ، فرضي بشرط أن يذهب نهارًا ثم يعود قبل الغروب ؛ لخوفه عليه واحتياجه الشديد إليه .
وفي شهر رجب من عام ألفٍ وثلاثمائة وستين للهجرة وافى الأجل أم الشيخ حافظ رحمها الله ، فسمح له أبوه ولأخيه محمد أن يذهبا إلى مدرسة الشيخ عبدالله القرعاوي لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع .
وفي شهر ذي الحجة من العام نفسه وافى الأجل والده وهو عائد من رحلة الحج .
* رحلته العلمية :
بعد وفاة والده رحمه الله ، تفرغ الشيخ حافظ لدراسة العلوم الشرعية ، فقام بملازمة الشيخ عبدالله القرعاوي ، وأتقن النثر والشعر ، وسائر العلوم الشرعية في زمن قصير .
وقد كان الشيخ حافظ خطاطًا ماهرًا ذو خط جميل لافت ، وكان يتفنن ويهتم بتنمية خطه ، وكان يسطِّر بيده كتابة بعض سور القرآن الكريم ، فيعجب منه الشيخ عبدالله القرعاوي وزملاءه وأصحابه .
ونظرًا لثقة الشيخ القرعاوي في الشيخ حافظ ، فقد جعله مساعدًا ومشرفًا ووكيلا على أعمال وإدارة المدارس التي كانت تحت إدارة الشيخ القرعاوي .
وفي عام ألفٍ وثلاثمائة وثلاث وسبعين للهجرة ، عينت وزارة المعارف الشيخ حافظ مديرًا على ثانوية جازان ، وبعد عام عُيِّن مديرًا للمعهد العلمي بصامطة .
* تلامذته :
من تلاميذ الشيخ حافظ :
- الشيخ أحمد علوش مدخلي .
- الشيخ زيد محمد مدخلي .
- الشيخ جابر بن محمد مدخلي .
- الشيخ إبراهيم حسن شعبي .
- الشيخ قاسم شماخي .
وغيرهم .
* كان الشيخ حافظ داعية وخير معلم وواعظ ، قام بنشر العلم في بعض القرى والأرياف ، كما كان خطيبًا مفوّهًا يلقي المواعظ والدروس في المساجد .
وكان الشيخ حافظ يحج في كل عام ويشارك في توعية الحجاج وإرشادهم مع التوضيح للأفعال الصحيحة ..
وقد كان الشيخ حافظ مباركًا في وقته ، فقد استطاع بعون الله في فترة وجيزة أن يكتسب العلوم وأن يكتب ويؤلف في مدة متقاربة ، وقد قال عنه معلمه القرعاوي : لم يكن له نظير في التحصيل والتأليف ..
* تصنيفاته ومؤلفاته :
شرع الشيخ حافظ في التصنيف والتأليف حينما بلغ التاسعة عشر من عمره ، فصنّف وألَّف العديد من الكتب التي نالت إعجاب القرعاوي والعديد من المشايخ .
من مؤلفاته :
- سلم الوصول إلى علم الأصول .
- معارج القبول بشرح سلم الوصول .
- أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة .
- الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة .
- دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح .
- اللؤلؤ المكنون في أصول الأسانيد والمتون .
- السبل السوية لفقه السنن المروية .
- وسيلة الحصول إلى أمهات الأصول .
- الميمية في الوصايا والآداب العلمية .
وغير ذلك من المؤلفات .
* وقد طبعت جميع مؤلفات العلامة الشيخ حافظ على نفقة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بمطابع البلاد في مكة المكرمة .
* وفاته :
وافته المنية وهو ما زال شابًّا ، وذلك بعد انتهائه من مناسك الحج في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ، لعام ألفٍ وثلاثمائة وسبع وسبعين للهجرة ، عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين عامًا ، وصلي عليه في المسجد الحرام بحضور وإمامة مفتي عام المملكة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ، ودفن بمقبرة مكة المكرمة رحمه الله .
* المراجع :
- من مشاهير الحكميين للأستاذ حسين صديق حكمي .
- الشيخ حافظ الحكمي ... للشيخ زيد بن محمد المدخلي .
- الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ... للدكتور أحمد علي علوش مدخلي .
- التاريخ الأدبي لمنطقة جازان للأستاذ محمد أحمد العقيلي .
- إضافة بعض المعلومات الجديدة وذلك بتواصلي مع ولده الشيخ محمد بن حافظ الحكمي
بقلم
أ. مهدي جدُّه حكمي
التعليقات 15
15 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
علي موسى حكمي
2021-07-28 في 7:47 م[3] رابط التعليق
رائع ماكتبت وعن علامة يستحق
(0)
(0)
أبو مالك
2021-07-28 في 10:06 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرًا أخي علي موسى
(0)
(0)
سهيل الاسدي
2021-07-28 في 9:10 م[3] رابط التعليق
هل احمد علوش من طلاب الشيخ حافظ… لااعتقد
(0)
(0)
أبو مالك
2021-07-28 في 10:07 م[3] رابط التعليق
هذا ما وجدته من خلال بحثي
(0)
(0)
أبو مالك
2021-07-29 في 12:55 م[3] رابط التعليق
هناك تشابه أسماء أخي
يمكن تقصد أنت الدكتور أحمد علي علوش .. هذا ليس من تلامذته
أنا أقصد شخصًا آخر
(0)
(0)
حسن منقاز
2021-07-29 في 7:21 ص[3] رابط التعليق
الشيخ حافظ يرحمه الله من الحواسبه الكرام وليس من أبناء زخم الدارين جد فقهاء الحكاميه وينسب إلى العلامه عبد الله حاسب .
(0)
(0)
أبو مالك
2021-07-29 في 12:56 م[3] رابط التعليق
كيف حالك أستاذي ؟
أخبارك ؟
(0)
(0)
احمد عثمان ابوهداش حكمي
2021-07-29 في 12:26 م[3] رابط التعليق
رحمه الله الف رحمة تغشاه شيخنا الفاضل
(0)
(0)
أبو مالك
2021-07-29 في 9:13 م[3] رابط التعليق
اللهم آمين .. جزاك الله خيرًا
(0)
(0)
فؤاد أبوسعدعبدالرحمان
2021-07-29 في 12:35 م[3] رابط التعليق
حقا كان مباركا في عمره رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى .
(0)
(0)
أبو مالك
2021-07-29 في 9:14 م[3] رابط التعليق
اللهم آمين .. جزاك الله خيرًا
(0)
(0)
سلمان القيسي
2021-07-29 في 1:54 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير الجزاء
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
وجميع موتى المسلمين
(0)
(0)
علي بن محمدالنجمي
2021-08-01 في 1:32 م[3] رابط التعليق
توفي الشيخ حافظ ولايزال الشيخ أحمدعلوش صغيرا ولكن ربما كان عمه أحمدبن أحمدعلوش من طلبته وهو والد الشيخ علي أحمدعلوش مدير الأحوال سابقا وكذلك الدكتور عبدالرحمن وأخوهما محمد…
(0)
(0)
أبو مالك
2021-08-02 في 10:29 م[3] رابط التعليق
انا لا أقصد الدكتور أحمد علي علوش ..
(0)
(0)
أبو مالك
2021-08-02 في 10:28 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرًا
(0)
(0)