قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}
في زمن قل فيه الوفاء ويندر فيه العطاء فاجئت عروس محبيها قبل أن تتوجه إلى حفل الزواج بالحضور إلى باب منزل صديقاتها قبل لحظات زفافها في موقف صادم للجميع وأولهم أم ماجد وبناتها الكريمات والذين تعذر حضورهم إلى هذا الزواج نظرا لظروف الجائحة ومرض كورونا الذي لم يترك للفرح والحزن مكاناً في حياتنا بعدما تعذر علينا حضور أغلب مناسبات الأحبة
وسجلت العروس بذلك موقف كبير ورائع جدا قلما تجد له نظير خاصة في هذه الأيام حيث قامت بزيارتهم عند باب منزلهم ملتزمة بكل الاحترازات الصحية
لتترك لنا املاً في أن الوفاء لا يزال حيا ، والعطاء ينبض بكل الحب للأقارب والأخوة والأصدقاء لتسجل بذلك موقف يدرس للأجيال مستقبلا فأين نجد مثل هذه المواقف الكبيرة في حياتنا الآن
وهذا إنما يدل على حسن تربيتها ومعدنها الأصيل والذي وضح فيه حبها للخير وحفظها للود الذي جمع بينها وبين صديقاتها الذين قضوا معها أجمل الأوقات قبل يوم زواجها
ورغم أنها سوف تعذر لو لم تقم بزيارتهم نظرا لظروف الجائحة ولانشغالها بليلة الزفاف التي تنتظرها كل عروس على نار هادئة
إلا أنها أبت إلا أن تقدم للجميع نموذج حي في حسن التعامل وحفظ العلاقة بين الناس في موقف ديني وإنساني نبيل بالحفاظ على هذه العلاقات التي يحبها الله ورسوله فيما بيننا حتى في أصعب الأوقات وأحلك الظروف حيث يروى في الحديث عن الإمام الحسن (من كمال عقل المرء حفظ ود الاخوان)
وفي حديث آخر (التودد إلى الناس نصف العقل)
وبذلك تقدم هذه العروس درس نموذجي في كيفية التعامل والتواصل والسؤال عن الأحبة والأخوة والذي فقده الجميع في هذه الأيام لتقول حتى وإن كنت في وضع صعب وحرج للغاية لا أنسى أخوتي وأحبتي
ونحن نقول لها ألف مبروك هذا الزواج السعيد ولها منا ولوالديها جزيل الشكر والامتنان ومن أبو ماجد وأم ماجد وبناتهما كل التقدير والاحترام ودامت للجميع الأفراح
ووفقكم الله تعالى لكل خير .
سلمان أحمد الجزيري