سيعتقد كل من يقرا عنوان مقالي ان الكلام والمحتوى سيكون بطريقه فلسفيه وان المقال نخبوي ولايستطيع فك رموز معانيه الا الفلاسفه والمثقفين بدرجه عاليه ابدا فانا رجل بسيط ومن عامة الناس واكتب باسلوبهم لكي يصل صدى صوتي لاكبر شريحه منهم .
نعم انا لا اتمنى ولا ارجو ان اكون غيري ولا ان اتمثل شخصية احد او اعايش ظروف اناس مختلفين عني لان الله لو اراد لي شي لهيأني لهذا الشي لاني لو اعطيته وانا على شخصيتي فلن يتواكب هذا الشيئ مع معطيات شخصيتي ولن اتأقلم مع هذا الشي مهما اعتقدت انه جميل ولطيف وماتع الا اني لن اتقبله ولا استطيع مجاراة حيثياته لانه ليس لي .
لذا سأقف منه موقف المعجب به من بعيد وسأقول مثلما تعلمت في ديني الاسلامي ان ابارك واذكر الله وارجو النماء والبركه لصاحبه .
وهذا التصرف سيرضي نفسي وعقلي وقلبي واكون سعيد جدا بما لدي وماوهبني الله من نعم وعليه سأعيش سعيد مدى الدهر .
ولكن هناك فئه عجيبه من الناس تجدها تقف عند كل نعمه انعمها الباري سبحانه على عباده ويتمنى زوالها من صاحبها لكي تكون له ولكنها وفي الواقع لو كانت له لما اعجب بها ولا تمناها ابدا لانه في الحقيقه صاحب طبع حسود وينسحب هذا الطبع على كل نعمه يراها لدى الغير فهو لو رأى صاحب منصب لتمنى زوال المنصب من صاحبه ليتقلده هو وهو لايعلم مايكابده المسؤول من جهد وتعب وتفكير في اتخاذ قرارات مصيريه تؤثر في حياة ومصائر الكثيرين ، فقط يرى مايلبسه المسؤول ومايسكنه وماياكله .
لذلك لاتتمنى ولاترجو ان تكون غيرك فقد وهبك الله على قدر قدراتك ومدى تحملك الم يقل سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لايكلف الله نفسا الا وسعها . صدق الله العظيم فهنا يقوم البعض بتفسير الايه على محمل واحد فقط وهو ان الله لايكلف الانسان بهموم ومصائب الا على قدر ووسع طاقته الاستيعابيه لتلك الهموم والكروب ونسي ان استيعاب النعم يوازي استيعاب المصائب فمثلا عندما يعطيك الله مالا طائلا وانت غير مهيأ ولاتوجد لديك مقدره لتنظيم وتوزيع هذا المال على مصارفه الطبيعيه فستجد نفسك وقد احاطك هذا المال بالهموم والغموم ولتمنيت انه لم يكن معك لانه اصبح وبالا عليك وعلى دائرة حياتك وقس على هذه القاعده عزيزي وعزيزتي القارئه ولاترجو ابدا ماهو بيد غيرك لانك لن تستطيع الاستمتاع الا بما وهبك الله من نعم تركب على حياتك بطريقه ارادها الله وسبب اسبابها لك لتصل اليك وهيأك لتتعامل مع مجرياتها التي ستبدع في تنميتها وتطويرها فلا تنشغل بما هو اعلى او اقل من مستواك فالله يعلم وانت لاتعلم .
كلمتين ونص
الحاسد يحسد الرازق يرزق مثل قديم يجب علينا تمثله والامتثال لمعانيه الكبيره وننشعل بما في يدينا عن ماهو في يد غيرنا وان لا نتمنى ان نكون غيرنا .
بقلم : عماد عمر طيب