نعمْ كَبُرْتُ وأضنَتْني التفاصيلُ
وآلمتني بآمالي المواويلُ
وأثخنتني احتمالاتُ الأسى وبها
قد أُطفئت كارتعاشاتي القناديلُ
تناوحت في كهوفي الريحُ واشتعلتْ
من الضجيجِ تهاويمٌ مساطيلُ
متى متى ينحني ظهرُ الجراحِ ضُحَىً
ويحتفي بثغاءِ الليلِ هابيلُ ؟
وترتمي شهقةُ الليمونِ في كَنَفٍ
وأمنياتُ الهوى فيها مثاقيل
شيخٌ وأفواهُ عشاقٍ تناوِلُهُ
حرف البراءَةِ إذْ تغفو التآويلُ
ونسمةٌ من يدَيْ فجرٍ تصبُّ لَهُ
نَخْبَ الجمالِ فتستعلي التراتيلُ
يُذكيهِ لحنٌ مسائيٌّ يُهَدْهِدُه
كهجعةِ الطفلِ تُذكيها (الهناديلُ)
في آخرِ الماءِ مِنْ أضلاعِهِ جَرَسٌ
لأوَّلِ الزَّهْرِ تُلْقِيْهِ التّفاعيلُ
ماذا ؟!
وتنقشُ بالحِنَّا وساوسَهُ
مليحةٌ فيهِ تغريها الأكاليلُ
طعمُ الغوايةِ أحياناً يمرُّ به
في صدرِها ثُمَّ تسترخي الأباطيلُ
ماذا ؟
ويشحذُّ غِرِّيدٌ حلاوتَهُ
بصوتِهِ حيثُ لا تقوى الأقاويلُ
ماذا ؟
ويقرأُ في المنفى قصائِدَهُ
قلبٌ غريبٌ وعشَّاقٌ مقاتيلُ
هنا يتيمٌ لهُ ابياتُهُ انتصرتْ
ثكلى ،وذو حاجةٍ ، جوعى مهازيلُ
كأنَّ أشعارَهُ للأرضِ نافذَةٌ
وحيدةٌ إنْ أضاقَتْها الأساطيلُ
لو مسَّتِ الطينَ لَمّا قامَ معتدياً
وأغْمَدَ الحسدَ المسلولَ قابيلُ
فلتبقَ يا صوتُ حيَّاً والمماتُ لنا
فكم مسيحٍ بهِ تحيا الأناجيلُ !
إبراهيم مدخلي
2021/8/15