سألت نفسي ذات مرة بل وفي كل مرة وأنا أشاهد عدد التحميلات لكل تطبيق أمر به في متاجر الأجهزة التي نحملها ..
وكان سؤالي كالتالي:
ترى كم عدد المستفيدين بين هذا الرقم الفلكي ..ووجدت نفسي تائها في سؤال آخر وأنا أتعمق في سؤالي السابق :
ماهي نوع الفائدة التي يبحث عنها من أعنيهم بالسؤال الأول ؟
وربما لن يهتم بهذا السؤال من يقرأون التخاطر في المستقبل وعوالمه وماسيكون عليه العالم فيما لو حدث وفق دراسات نشرتها BBC البريطانيه ..
وبالعودة للسؤالين السابقين يقول الدكتور أحمد عسكر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط الفئة الأكثر استخداما لمواقع التواصل هي الشباب، ويرجع ذلك في مصر إلى البطالة. وأعتقد أن دراسات الدكتور أحمد عامة وتتناسب مع المجتمعات بشكل عام ويطرأ بعض المفاجآت على تلك القاعدة لدى أصحاب المال ومن تشبعوا بالشهرة .
لكن ولمن شهدوا ثورة التواصل وخطواته الأولى لن يصدق ماوصلت إليه إلى جانب فوائدها وأهدافها التي تبدو ضئيلة في جانب الإشاعة والحروب الكلامية والعنصرية وإشعال الثورات ..
منصات التواصل التي بدأت في أوائل التسعينات أصبحت وجهة للجميع ومن كل الفئات والثقافات لكن ذلك الإتجاه كان يوازيه بعض التوجهات الغريبة والأفكار الأغرب ممن يجهلون حقيقة كيف ولماذا ؟
وكأحد شواهد العصر على تلك المهازل والأحداث المتكرره ماحدث في اليومين السابقة من أحدهم والذي أجهله بحمد الله ويعرفه الأغلبية من مرتادي تلك المنصات فقد كان يتحدث بإسلوب مقزز ولغة (شوارعية ) تجاه (رمز ديني) وكأن (نبي أمة الإسلام وزوجه ) موضوع عام مطروح للنقاش .. فكان الحديث مؤلما لكل مسلم ولكن القبضة كانت من حديد على هذا المعتوه وهي على أمثاله كذلك .
حديثي عن التواصل وكيف بدأ وماوصلت إليه هو قراءة من أعلى قد يبدو عابرا لكنه يحمل من التأمل والتألم مايجعلنا بعد كل هذه السنوات نتوقف لنستشعر خطورة الوضع وكيف يسهم هؤلاء (السطحيون ) واجهات لتلك البرامج ومثلهم من يسوقون ولن ينجحون في غير التسويق ويتابعهم الملايين ثم يمررون أفكارا قد تسهم في بناء ثقافات في جيل يعشق الأجهزة وعوالمها ..
أبناؤنا وبناتنا أمام عوالم خفيه ومريبه خصوصا إذا ماكانوا أقرب لأجهزتهم من أهليهم ..
المهم بل الأهم أن نعلم أبناء الجيل وبناته ماهو الصح والخطأ ومايجب التصديق به ومايمكن التبليغ عنه حتى لانجد أنفسنا في مهمة أصعب من مجرد تسليمهم جهاز ..
الدور الأكبر على مؤسسات التعليم والجهات التي تهتم في مناقشة العقول الشابه وتثقيفها حتى تكون أقوى من مجرد أشرعه أمام الطرق المتعددة والتي لاتحمل النهايات الصحيحه في عوالم التواصل .
أخيرا :
من يحمل جهازه ويتهكم على نبي أمه مبتسما وبدم بارد ..هل كنا وكان ذويه وجهات الإختصاص حوله ..ثم هل سنكون وسيكون الجميع بالقرب من ذويهم للتصدي للسقطات الأخرى ..تحياتي
صالح جراد الشهري