التَّشَدُّق في الكلام هو التكلُّف.
والتَّنطُّع في الكلام: هو التَّعمُّق فيه، والتفاصح، وتكلُّف البلاغة في أساليب الكلام .
والمُتشدق هو المُتطاول على الناس بكلامه، ويتكلَّم بملء فيه؛ تفَصُّحًا وتعظيمًا لكلامه، وهذا من التَّنطُّع الذي نهى الشرع عنه.
وللأسف الشديد فقد تكاثروا في وسائل التواصل الاجتماعية .
فقد أخرج الإمام مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلَك المُتَنَطِّعُون))؛ قالها ثلاثًا.
والأدهى من ذلك من يجمع تلك ويضيف عليها التفاهه والخساسة ويكون كما ورد في عدد من كتب الحديث عن أبوهريرة، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة..
إنّهم أئمّة الضلال ، ومن والاهم ، الذين ابتليت بهم المجتمعات ، وأتباع الأهواء والشهوات ويتبعون الهوى ويداهنون النساء ويتزلفون إليهن ونراهم تكاثروا في وسائل التواصل الاجتماعية بصفة متزايدة .
وديدنهم التقرب إلى النساء بحرية المرأة .وهم قادة التفسخ ، وقادة الضياع الفكريّ ، والانحراف السلوكيّ ، والفساد والإفساد الأخلاقيّ في الأرض ، يؤازرهم المنافقون المتشدّقون ، والجهلة بدين الله المغفّلون ، الذين قد يلبسون لباس العلم والهدى ، ولكنّهم يبيعون دينهم بعرض من الدنيا ، يستخدمون علمهم لتبرير الفساد ، والتماس الأعذار للسقوط والانحراف ، وخلط الحقّ بالباطل ، حتّى تضيع معالم الحلال والحرام ، والمعروف والمنكر في نظر العامّة..
وفي هذا الزمان أصبح الكثير من الرويبضة وهم التافهون من الناس يتكلمون في أمور العامة ويوجهون ويتشدقون وهم جُهال فنراهم يفتون في أمور شرعية دقيقة وهم بالكاد يميّزون بين الجملة الاسمية والفعلية بل قد لا يجيدون ذلك ..
وحسبي بقول الأفوه الأودي؛
لا يصلح
الناس لا سراة لهم
ولا سَراة إذا جُهالهم سادوا ..
دمتم بود ..
بقلم
د. علي بن مفرح الشعواني