حدوتة تقول :كتب أحمد المهندس في صحيفة الرياض مقالا جميلا عنوانه : تكريم المبدعين وعقدة العمر وأورد في مقاله مانصّه:
إن المبدع سواء كان - أديباً أو عالماً أو فناناً - هو نتاج مجتمعه وغرس بيئته، وهو يحتاج إلى التشجيع والتقدير في مراحل حياته الأولى..
ومثل هذا المقال كثير من الزوايا والمناشدات التي لاتكاد تخبو حتى تعود للضوء مرة أخرى مطالبة الإحتفاء بالمبدع في أي مجال كان .
ومن باب هذا يجب إقرأوا مقال بعنوان
(جمال الغيطاني) في كتاب (تحت ظل الكتابه ) وفيه ذكر أمير تاج السر قصص عظيمه للإحتفاء بالمبدعين إحدى تلك القصص قصة الروائي المصري الشهير جمال الغيطاني الذي قدم للمكتبات العربيه نتاجا يبرر لمحافظة القاهرة الإحتفاء به وتخصيص أحد أهم شوارع المحافظه ليحمل إسمه .
صحيح أن التكريم جاء متأخرا لهذه الشخصية لكنه كان إعترافا أن في المحافظة إسم يجب أن يخلد .
وفي قصة الإحتفاءات المتأخرة قصة أخرى تقول:
عندما أرادت لجنة جائزة نوبل تكريم الأديب الإيرلندي المشهور (جورج برنارد شو) رفضها قائلاً: (إن هذا التكريم مثل طوق النجاة لا يعطى للإنسان إلا بعد فوات الأوان)
الحدوته الأخرى كنت أفكر في صناعة المبدع وكيفية الوصول إليه أصلا .
هل تحمل مؤسساتنا أفكار حديثه تبدء بالتنقيب وتمر بالرعاية والصناعه وتنتهي بالاحتفاء بمبدع؟
هل نملك شراكات مجتمعية ومؤسساتية لاكتشاف الموهبة ؟ وبعيدا عن المواهب العلمية التي تعود لمؤسسة متخصصه لكن مااعنيه اكتشاف الشاعر والقارئ وتنمية شخصية المذيع واحتضان الفنان !
لو كنا نعمل لهذا وبخط متوازي مع رؤيتنا لوصلنا لعامها المنتظر بآلاف المبدعين والمبدعات الذين لن يرهقوا ميزانيات المهرجانات والفعاليات بحثا عن مثقف وأديب أو حتى فنان.
شاهدت قبل فترة صالون ثقافي يناقش دور مؤسسات المجتمع المدني في دعم ورعاية الموهوبين ومن أجمل ماسمعته كلمة (لايوجد طفل بلا موهبه ) .
جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية واللجان الأهلية يجب أن تعمل لتخرج لمجتمعها اكتشافاتها . جميل أن تحتفي مؤسسة بموهوب في حين أنها تكرم عملاقا.
النخبوية التي تعرفها الجهات وثباتها وصعوبة الوصول إليها يشكل أكبر العقبات التي يتجنبها من يبحث عن مصفق له .
أخيرا :
في الحدوته الأولى تذكرت مسرح بكر الشدي وطلال مداح وماذا لو كانت وهم بيننا. . وفي الحدوته الثانية أعرف جلساء جمعيات الثقافه ومبدعون عرفناهم من الخليج قبل أن يعودوا لاوطانهم !
يكتبه
أ. صالح جراد الشهري