ما عادَ للسلوانِ في آفاقيَ وَسَعٌ
حتى حنان القلب و الأشواق قد رحلوا
ترنو سراباً كِدْتُ في الصحراءِ أدركه
لكنّ أحلامي إلى الأوهامِ قد وصلوا
يَمُرُّ الحاسدون بجنبي هوامز
يهامزون بعضاً عن الأسباب ما سألوا
ولو بلمحةِ الأحداقِ كنتُ مُعْتَبَراً
وفي حنايا صدري ترى الأشواق تقتتلُ
يا من سكنَ الأطلالَ و الآثارُ تَذْكرهُ
مازِلتُ في سجنكَ والألباب تعتقلُ
يزورُني طيفكَ في المنام وإنني
أرومُ عذابَ العاشقين وما فعلوا
تتزاحمُ الأحزانُ في صدري وتأسرني
طيوفُ حبكَ في أعماقي ترْفُلُ
نأى البعادُ ماعادَ النومُ يسكنني
جَفّتْ دموعُ العين عافَها المقلُ
للطّلِ صوتٌ من الإحساسِ أسمعُها
وإن طالَ صمتٌ من الجدرانِ يُفْتَعَلُ
يا ليتَ ذكرايَ تلامسُ رأفةً
منكَ ، وتذكرُ الليل البهيج وتَعْقِلُ
سأقبلُ عذركَ إن أردتَ سماحتي
ويفرحُ قلبي ، بالسلامة توصلُ
وأمحو شوائبَ الأحزانِ من فرحي
يَفِزُّ وجداني إلى الأشواق يرتحلُ
وألتَمِسُ الأعذارَ من فيكَ تسْكبها
شهداً ، على قلبي ذوقها العسلُ
شعر
يحيى بن علي البكري