عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
أيها الإنسان كيف ننسى كل ما هو جميل في لحظة غضب أو مرض زوجتك لا تأخذك العزة بالإثم، فالبحر له أمواج عالية قد تأتيك في حين غفلة ووقتها لا ينفع الندم، إياك أن تلطخ الجميل بنكرانك للجميل.
(وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
أن الله عز وجل ينهانا أن ننسى الفضل والمعروف والإحسان في تعاملنا فيما بيننا، وهو عامٌ لكل الناس وليس خاصاً فيما بين الزوجين، وتذكر أن الأسلوب هو طريق القلوب،التنازل بين الزوجين ليس ضعفاً، بل قوة، فقط،عزيزي ليس عليك أن ترد المعروف ولكن كن أرقى من أن تنكره، فالعرفان بالجميل شيمة المواقف النبيلة
يابشر العلاقة الزوجية في الأعم والأغلب لا تخلو من جوانب مشرقة، ومن وقفات وفاء من الزوجين لبعضهما، فإذا قُدّر هذا العقد إلى حل عقدته بالطلاق أو بغيره، فإنّ هذا لا يعني نسيان ما كان بين الزوجين من مواقف الفضل والوفاء، ولئن تفارقت الأبدان فإن الجانب الخُلقي يبقى ولا يذهبه مثل هذه الأحوال المتقلبه
ففي هذا المقال أريد أن اقول عندما تمرض الزوجة لماذا تنقلب العشرة إلى هجرة، فإنك بفعلتك هذه جعلت مشاعرها تتكلم وتقول التالي بكل ألم:
زوجي! إنك عندما تُصاب بسوء من مرض أو هم لاقدر الله، أونحو ذلك لا تعلم كم أهتمُ لذلك ولا تعلم كم دمعة ٍذرفت من عيناي حزناً على مرضك وخوفي عليك وأتمنى أن المرض تخطاك وأصابن،هذه مشاعري بصدق نحوك ولكني صُدمت لما أصابني ذلك المرض فرأيتك غير مبالٍ بي، ولا تهتم بحالي حتى مراجعة المستشفى أهملت مواعيدها.. بل إنني سمعتُك وقد أطلقت عبارات الشكوى إلى أهلك وتُصدر كلمات الملل مما أصابني، ومما زادني مرضاً وهماً لما علمت بأنك قد عزمت الزواج علي وتطليقي لأنك لا تريد امرأة مريضة..سبحان الله لهذه الدرجة هنت عليك، لقد هدمت الآمال والأماني والتفاني التي رسمتها طوال حياتي لأجلك.
زوجي! لو كنت أنت المريض فو الله لن أتخلى عنك ولن أرغب في أحدٍ سواك بل والله ستجدني خادمة لك ساهرة عليك، قائمةٌ بين يديك بل والله الذي لا إله إلا هو لو أردت العافية التي لدي لم أبخل بها عليك... فلماذا هذه القسوة المفاجئه؟ وأين الرحمة والحب والعهد الذي بيننا؟
ويأتي الرد الجميل من صاحبة العشرة بعد كل هذا النكران من الزوج فتقول... ولكن لا زلتُ أدعو ربي أن يُعيدَ ذلك الحُب وتلكَ العِشرة التي أنسيتني فيها حتى أحبَّ الناسِ إلي والديَّ وإخوتي.
زوجي الغالي! لك في القلب مكان ومهما بدر منك من قصور فلا زلت أنت الحبيب الأول وأنت الرجل الأول في حياتي يا من وجدتُ السعادةَ معهُ مهما قصرتُ في حقكَ أو أخطأتُ عليك، فلا تظنُ أني أتعمدُ ذلك فهذا مرضي من الله ألآ تخاف الله؟
وما كنت راضٍ من زماني بما ترى
ولكنيي راضٍ بما حكم الدهر
فإن كانت الأيام خانت عهودنا
فإني بها راضٍ ولكنها قهر
وأخيراً، ولكن في ها لأيام للأسف، حين يحل الفراق بعد الشقاق محل الوفاق، تجد البعض يستخدم أسرار الطرف الآخر سلاح ضده، وينشر غسيله أمام القاصي والداني، فهناك مستورا يفضح، وكذبا يلفق ، وتلبيس للحق بالباطل يقذف، والأكثر حزنا ووجعا ،هو من يقوم بتشويه سمعة الآخرين، وبقول ما ليس فيهم ،بالتراشق بالألفاظ ونشر الفضائح بين الأحباب والأغراب.
*همسة*
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يومٍ يبتديك بنعمةٍ
منه وأنت لشكر ذاك مضيع
التعليقات 1
1 ping
علي ابو داوود
2023-07-09 في 5:25 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير يادكتور عبدالرحمن فعلا الانسان يحتاج احيانا الى التوعيه والنصح واصلاح ذات البين .