قبل الإجابة على هذا السؤال هنالك قاعدة تقول:
برك بأبيك دينٌ يسدده لك ولدك أما براً أو عقوقا وكما تُدين تُدان .
هذا السؤال سبق أن قرات عنه عام ١٤٣٥ هجري ...وقتها كان والدي على قيد الحياة رحمه الله رحمة الأبرار.
ذهبت وقبلته وكان في الحوش وجلست اتأمل ملامحه واقول في نفسي لقد كبر أبي الغالي / عبدالعزيز بن محمد الشعشعي.
وأنا في اللحظة ذاتها أقول :
ربي لا تفزعني بموته وأطل عمره وارزقني بره وإسعاده.
وبعد موته أظلمت الدنيا كلها وقلبي ما زال يمزقه الحزن ..
اللهم ارحم والدي الغالي رحمة الأبرار واسكنه فسيح جناته وجميع موتانا وموتى المسلمين.
ﺳﺆﺍﻝ ﻃُﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ من *هو الأب* ❔.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﺇﻻ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺍﺳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻭﺃﺩﻣﻊ
ﻋﻴﻨﻴﻪ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
الأب ... ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻙ .. ﺗﻠﺒﺲ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﻓﺘﺘﻌﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﺒﺮ ﺣﺬﺍﺋﻪ ﻭﺻﻐﺮ ﻗﺪﻣﻚ ..
ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺍﺗﻪ ﻓﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ..
ﺗﻠﺒﺲ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻓﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ..
ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﺷﻴﺊ ﺗﺎﻓﻪ ﻓﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﻪ .. ﻓﻴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻚ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ
ﻭﻳﺤﻀﺮﻩ ﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﻣِﻨَﺔ ..
ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻴﻀﻤﻚ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺿﺎﺣﻜﺎ ﻭﺍﻧﺖ ﻻﺗﺪﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻰ
ﻳﻮﻣﻪ ﻭﻛﻢ ﻋﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ..
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻙ ....
ﺍﻧﺖ ﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﺣﺬﺍﺀ ﺍﺑﻴﻚ، ﻓﺬﻭﻗﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻫﻮ ﻻﻳﻌﺠﺒﻚ !!!..
ﺗﺤﺘﻘﺮ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻﺗﺮﻭﻕ ﻟﻚ !!...
ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻼﻣﻪ ﻻ ﻳﻼﺋﻤﻚ ﻭﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻨﻚ ﻫﻮ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻚ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻﻳﺮﻭﻕ
ﻟﻚ !!!..
ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺗﺼﻴﺒﻚ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ .. ﻭﻛﻼﻣﻪ ﻳﺸﻌﺮﻙ ﺑﺎﻷﺷﻤﺌﺰﺍﺯ !!..
ﺇﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻭﻗﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﺎﺗﺒﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ
ﻳﻀﺎﻳﻘﻚ ﻭﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﻳﺔ !!... ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ
ﺍﻷﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ..
ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻀﺎﻳﻘﻪ ﺑﺮﺩﻭﺩﻙ ﻭﻛﻼﻣﻚ ..ﻓﻴﺴﻜﺖ ﻟﻴﺲ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻨﻚ ،
ﺑﻞ ﺣﺒﺎ ﻓﻴﻚ ﻭﺗﺴﺎﻣﺤﺎ ﻣﻌﻚ !!..
ﺇﻥ ﻣﺸﻰ ﺑﻘﺮﺑﻚ ﻣﺤﺪﻭﺩﺏ ﺍﻟﻈﻬﺮ .. ﻻﺗﻤﺴﻚ ﻳﺪﻩ ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻧﺖ ﺃﻃﻮﻝ
ﻣﻨﻪ !!..
ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻠﻌﺜﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﺗﺨﻄﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻓﻴﻀﺤﻚ
ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ ﻭﻳﺘﻘﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭ !!.. ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺘﻀﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ
ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺼﻤﻢ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﻪ !!..
ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﺑﻮﻙ ﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻙ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻙ .... ﻭﺍﻧﺖ
ﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﻓﻠﻘﺪ ﺿﺎﻳﻘﻚ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﻀﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ
ﺍﻳﻀﺎ !!!!
ﺗﺤﻤﻠﻚ ﺍﺑﻮﻙ .. ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ... ﻓﻲ ﺟﻬﻠﻚ ... ﻓﻲ ﺳﻔﻬﻚ ... ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻙ
..ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ ... ﻓﻲ ﻋﻮﺯﻙ ... ﻓﻲ ﻓﺎﻗﺘﻚ .. ﻓﻲ ﺷﺪﺗﻚ ... ﻓﻲ ﺭﺧﺎﺋﻚ
.... ﺗﺤﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ ..
ﻓﻬﻞ ﻓﻜﺮﺕ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﺤﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﻭﻣﺮﺿﻪ؟؟
ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻴﻪ .مادام حيا........ ﻓﻐﻴﺮﻙ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍٓﺑﺎ ئنا........ ﻭﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ !!!!.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺳﺎﻣﺤﻨﺎ ﺍﻥ ﻗﺼﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﺒﺮﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ.
🍃عن البر أتحدث..
-- لا تجادل أباك ...
حتى لو كنت على حق...يابني
البر ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس أمك ، أو أبيك ، أو على أيديهما ، أو حتى على قدميهما ، فتظن أنك بلغت غاية رضاهما !
ولا أن تجعل لهما كلمات في صورة واتس او فيسبوك ولا أن تسمع انشودة عن البر فتدمع عينك ،،، ليس هذا هو البر الذي نقصد…
فما هو البر ؟!
. البر هو :
أن تستشف مافي قلب والديك أي ما الذي يريده..، ثم تنفذه دون أن تنتظر منهما أمرا...
.
. البر هو :
أن تعلم مايسعدهما ، فتسارع إلى فعله ، وتدرك مايؤلمهما ، فتجتهد أن لا يرونه منك أبداً!
يابني البر هو :
أن تحرص على راحة والديك ، ولو كان على حساب سعادتك ، فإذا كان سهرك في الخارج يؤرقهما ، فنومك مبكراً من البر بهما ، حتى لو فرطت في سهرة شبابية ، قد تشرح صدرك !
. البر هو :
أن تفيض على والديك من مالك ، ولو كانو يملكون الملايين - دون أن تفكر - كم عندهم ، وكم صرفو وهل هم بحاجة أم لا ، فكل ما أنت فيه ، ما جاء الا بسهرهما ، وتعبهما ، وقلقهما ، وجهد الليالي التي أمضوها في رعايتك !
. البر هو :
أن تبحث عن راحتهما ، فلا تسمح لهما ببذل جهد لأجلك ، فيكفي ما بذلوه منذ ولادتك ، الى ان بلغت هذا المبلغ من العمر !
. البر هو :
استجلاب ضحكتهما ، ولو غدوتَ
في نظر نفسك مهرجاً !
كثيرة هي طرق البر المؤدية الى الجنة ، فلا تحصروها بقبلة ، قد يعقبها الكثير من التقصير !
بر الوالدين ؛ ليس مناوبات وظيفية ، بينك وبين إخوانك ، بل مزاحمات على أبواب الجنة إن كانوا أحياء او من الأموات …
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
بقلم| عمر بن عبدالعزيز الشعشعي