بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
.
بدون جدال قد نستمتع بالحديث عن من نحب، نتكلم عن كل تفاصيلهم، عن أشيائهم الصغيرة، عن ما يضحكهم وما يبكيهم. ونحن عندما نتعلق بشخص ما أو شيء ما نفقد بعضاً من استقلاليتنا، فأوقاتنا تحددها ساعة من نحب، كلماتنا نقتبسها من شفاه هؤلاء الذين يحتلون قلوبنا ونوجهها لآذانهم، فنحن لا نريد أن يسمعنا أحد سوى من نحب ولا نريد أن نتجاذب أطراف الحديث إلا مع هؤلاء الذين نستأنس بصحبتهم ونسعى لها، نعم منهم لم نراهم بجمال حديثهم، ولكن عندما تشاهدهم فجأة لاتتخيل تلك الدهشة من الجمال حينها تعرف تطابق كلامهم كأشكالهم الجميلة.
أحياناً يكون هؤلاء الذين نحب والذين يحبوننا المصدر الوحيد الذي يرفع من معنوياتنا يدفعنا للأمام كي نتقدم وننجز، فكلماتهم تشجعنا تجعلنا نكتشف الجديد، وهذا ما نتوقعه ممن نحب، كما ذكرت سابقاً،فإذاً توقعاتنا احياناً تكون بعيدة عن الواقع، لذلك نتوقع الشي الجميل دائماً يأتيك الأجمل لتسعد بتوقعك، فأصعب شيء يواجه الإنسان هو أن يفقد نفسه أو شيئاً منها ويكون شخص مشوش الملامح ضبابي التفكير والمشاعر. وهذا هو ما أحب أن أنوه إليه حين نتصور أن حبنا للأشخاص يعطينا الحق لأن لا نلغي وجودهم بل نضعهم دائماً في ذاكرتنا لتبقى جميلة.
للحياة وجهان.. القلق وراحة البال.. وعليك أنت تختار الوجه المضيء أو المعتم، وجه الواقع أو وجه الحلم، والحلم مشروع ولكن أن تحوله إلى قلق سيحرمك من الحق في الحياة،التي ينبغي أن تعيشها بساعاتها ولا تحاول أن تسطو عليها بحثاً عن ما لا يستحق البحث عنه.
عن نفسي اسعى لراحة البال، فهي السلام الداخلي الذي يأتي من خلال استمتاعك بما تفعله وتتقنه هي ذاتك المنفتحة على الحياة لا الباحثة عن الوهم هي اللحظة الآتية وليست الحظة القادمة،فأستمتع بحبك للآخرين ودعِ القلق وعيش راحة البال
*همسة*
الله يرد خطاك لدروب خلاّنك..
لعيون ما تنساك لو طال هجرانك..
دام الأمل موجود النفس طمّاعة
لجل العيون السود السمع والطاعة